✒عندما ينهرك الحنين حيث يسكن ظل أحدهم تتداركك مواقف لن تنساها ليصطف أمام عينيك جيش بكل عتادة وعلى أهبة الإستعداد لمناورة مابين الذاكرة وصاحبها الذي يتكبد خسائرها من الألف إلى الياء .. فالزمن لم ينحني ظهره ولا الأيام أعلنت الجفاء إنما القلوب التي في الصدور لم يعودوا كما كانوا هل رحلت الصدف أم على أعتاب الواقع نقف نتأملهم مابين ما مضى وما قد أتى فهي معادلة قد تجبرنا على فهمهم لكن بعقلانية تتقبل منهجاً هم سالكوه لكننا لسنا مجبرين إنما بمحض إرادتنا فلنكن اكرم منهم سراً وجهراً ل ينعموا بذلك ما دمنا نتفس بالدعاء قربهم .. ف لله درّ الذاكرة التي ظلّوا عالقين بها فلم يجدوا منفذا ليخرجوا منها !! فلا سبيل لها عليهم سوى التحمّل والتجمّل من أجل مايسمى بالود... وتبقى الذاكرة تئن من حركة العصيان .. فهناك من يحلق بك حيث السحاب بجناح من ( سعة البال ) وجناحٌ من (الخاطر السمح ) فسعادتنا عند مجالستهم تفوق الوصف لو علموا ما نتجرعه مابين أراك على خير وأهلاً بك مجدداً بين وداعٍ ولقاء بين وصلٍ وجفاء ... لمكثوا يتمتعون بطيب الإقامة بين أعينٍ لن تملهم ونخوض بالحديث معهم لنحلق هنا وهناك ولأن الضحكة ( رأس مالهم ) فالإبتسامة دائماً تعلوا محيّاهم خُلق يجملهم عند من أحبهم ... يبصرون بقلوبهم لا بأعينهم إن رآك أحدهم أتاك مسرعاً ليطمئن مابك ! لستَ على مايُرام ؟ هنا ترحل كل أدوات الإستفهام والتعجب لتأتي تلك الإجابة طوعاً لا كرها ... هنيئاً لمن ذاق تلك السعادة ورحب بربيعها المشرق فكل ما به يتلاشى ويندثر ربما لم يكن شيئاً مذكورا فالحظوظ أيها السعيد تأتيك على هيئة أرواح تعتني بمصير يومك ... إن كنت أمامهم يهدونك سؤالاً يبهج قلبك لتبتسم رغم مابك من كدر ... أين أنت ؟ ف الصالحون زيْن وأُنس في الرخاء، وعُدّة في البلاء، وذخر بعد الموت بدعائهم لصاحبهم وجليسهم... لا تقف عند عتبات( المتحلطمين ) قد يؤذيك الاقتراب منهم أو حتى الحديث معهم فالابتعاد عن دربٍ يجمعك بهم غنيمة ... يكدرون صفوك فالكون بنظرهم معتم كعتمة الكهوف يومهم عابس فلن تأخذ منهم إلا النكد وضيقة الصدر نادراً ما يضحكون يحملون الكرة الأرضية على رؤسهم والشكوى لا تفارقهم ،صدورهم ضيّقة حتى أنها لا تتسع لهم ومن المضحك أنهم ينفون ما يتداول عنهم فهم أهل البشاشة بنظرهم لكن افعالهم تبقى نداً لهم وشاهدةً عليهم ... ولا ننسى من ينافح عنهم ويعزز موقفهم لنعذرهم بأن الدنيا لم تبتسم ولم تلتفت لهم ... كيف لنا أن نعذرهم أين هم من قول خير البشر صلى الله عليه وسلم المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف، ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف فما أجمل الألفه ياضيّق الصدر ماذا لو إبتسمت لمن يجالسك هو يهديك ألوان السعادة وأنت تسترسل بالشكوى والتذمر !! أيها العابس تفاءل بما تهوى حتمًا يكن ... واعلم انه لست وحدك من ذاق هموم الحياة وتجرع مرّها فهناك من تأزّم لفوات خيرٍ ينتظرة وتمزقت أحلامه وهناك من يستبشر بفارغ الصبر خبراً ساراً يتشوق له وقلبه جاري الإنتظار ... وهناك من عاش حياة الحرمان ولم يذق طعم الفرح ... وهناك من ينتظر كلمة ( يبه ..يمه ) ويتمنى سماعها ولم يشنّف أذنية بها .... وهناك الكثير والكثير فالحياة عرقلت خطاهم فتعثروا بدروبها الموحشه ف لا كدر يثنيهم ولا شقاء يبكيهم ... ورغم مابهم نجد البهجه تغمرهم من كل جانب وصدورهم كالفضاء الرحب.. ف يامن عاشرت هؤلاء اهمس في أذن أحدهم ألا يابخت جلاّاسك...