✒إن العالم اليوم يعيشُ في لحظةِ صمتٍ قد خيّمت على بقاعِ الأرض بأكملها دون سابق إنذار ولم يكن هذا الصمت كالمعتاد بل بات مختلفاً و ليس كعادته ولا كما عهدناه أو ألفناه من قبل حتى باتَ موحشاً لنا نحنُ البشر لأننا لم نعتد على ذلك السكون من قبل فمنذُ أن خُلقنا كان صخبُ الحياةِ مُلازماً لنا على أمد العمر بمختلفِ الحُقْبِ الزمنية التي عاشها كل واحدٍ منّا . اليوم أصبح الكلُّ يتسائلُ : مابالُ الأرضِ هل باتت بحاجةٍ إلى أن تتنفس من جديد أم أنها ترغبُ بأن تعيشَ في عُزلةِ صمتٍ مع ذاتها أسوةً بالكواكب الأخرى في مجرةِ هذا الكون . فلحظات الصمت هذه والتي أحدثها ذلك الڤيروس الدقيق ((ڤايروس كورونا)) (كوفيد 19) ما هي إلا رسالةٌ إلهية كونية من أجل أن نقف لحظة تأمل ونُدرك هذا الخيال الصامت ومايحمله من معاني وعبر ودروس كي نرسم تفاصيله ونحاكي به وحي واقعنا اليوم كيف كان بالأمس وكيف هو اليوم وكيف صمتَ العالم هكذا بمجرد لحظات لم تكن في ذاكرة الحسبان من أجل أن نفكر غداً كيف نُغير من طبيعة حالنا كي نعيش من جديد . فالله تعالى يقول: " قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ". تلك هي حكمةٌ إلهية من حكم الله تعالى على هذه البشرية وهي لأمرٍ لايعلمه إلا هو سبحانه وتعالى لنا منها الرضا بالقضاءِ والقدر والإستشعار التام بعظم رحمة الله تعالى على خلقه وأنه أعلم بعطاءه وتدبيره وكيف بيده يديرُ هذا الكون بحكمته . ومع اختلاف الأوضاع اليوم على البشرية بسبب ذلك الڤايروس يجب علينا أن نُدركَ جميعاً بأننا نعيشُ في خندقٍ واحد في هذه الأيام الشديدة والتي ربما لم نتعود عليها ولم نألفها في ظلّ هذه الجائحة العالمية التي ألمت بنا فوحدت بها الشعوب وتساوا بها الكل وتشابهوا جميعاً في هذا الإبتلاء الذي لن يميزُ أحداّ عن الآخر فلننظر إليه بمنظور الإيجابية والتفاؤل ونقدم حسن الظن بالله عزوجل ونُدركَ حقيقة مانعيشه اليوم بدافع الأمل من أجل أن تستمر الحياةَ من جديد ونكتبُ في صفحة الحياة بأن القادم لها سيكون هو الأفضل . يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله : "إياك أن تستطيل زمن البلاء وتضجر من كثرة الدعاء فإنك مبتلى بالبلاء متعبدٌ بالصبر والدعاء ولاتيأس من روح الله وإن طال البلاء". فالكل مع هذه الجائحة يعيشُ في عزلة طوعاً وإجباراً عن من هم حوله خوفاً وسلامةً على نفسه وأهله ؛ لذا يجب علينا أن نستثمر تلك الفرصة المثالية ونغتنم ذلك الوقت فلعله خيراً لنا وبداية من أجلِ التغيير إلى للأحسن . ولنستشعر حياتنا اليوم ونفكر بعقلانية وعمق ماذا قدم هذا الڤايروس وماذا استفدنا منه بالرغم من عدوانيته على صحة البشر وسرعة بلاءه إلا أنه قدم الكثير من الأمور التي ساهمت وأستحدثت مفترقاً من الطرق الإيجابية في حياة كل بيت وأسرة وعائلةو ساهمت في إعادة ترتيب الفوضى في حياتنا من جديد باتخاذ منهج وأسلوب مختلف في استثمار تلك الأوقات واستغلال ساعاتها الطويلة بكسر حاجز الروتين بهدف التعايش مع ذلك الوضع المفروض لتحقيق الإنتاج الإيجابي وليقطفوا ثمار ذلك بعد أن تنكشف تلك الغمامة عن هذا العالم عما قريب بإذن الله . قد ينعمُ الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم فالذي يحصلُ اليوم قد حيّر العالم بأكمله وماهو إلا دافعٌ لكل مؤمن بالله بأن يطمئن بإيمانه ويفتخر بإسلامه أولاً ومن ثم يفتخر عزاً ورفعة بهذا الوطن العظيم الشامخ الذي سطّر لنا في صفحة التاريخ عنواناً ورسم في دفتر الإنجازات العظيمة على مستوى العالم لوحةّ من أجمل معاني الرحمة والإنسانية بما يقدمه لمواطنيه في خارج الوطن وداخله دون تردد أو ملل حيث سخر هذا الوطن كل إمكانياته وقدراته المادية والبشرية وبذل له الغالي والنفيس من أجل أن ينعم مواطنيه ومن يقيمُ على أرضه برفاهية الصحة ورغد العيش آمنين مطمئنين في بيوتهم دون خوفٍ من شبح ذلك الڤايروس بأن يفتك بهم كما هو حال بعض دول العالم من حولنا بلا رحمة ولا أدنى مسؤولية من دولهم . فهاهو وطني اليوم في ظل جائحة فايروس كورونا يقدم سلسلة من المواقف الرائعه لكل من هو على هذه الأرض بلا تفرقه بينهم والتي عجزت عنها معظم الدول ولم تستطيع مجاراتها فيه هي مواقف العطاء والكرم فالمقامُ هنا لايسعُ ذكرها ولكن يحق لنا أن نفتخر بها لما نراه من جهود عظيمة على شاشات التواصل المرئي تستحقُ التشرف بها بأن تسطر بمقالٍ آخر من أجل إعطائها حقها بالكامل في استعراضها . حقاً فقد لُخصت انجازات وطني مع هذا الوباء العالمي حينما قال وزير الصحة د/عبدالله الربيعه اطمئنوا ..أنتم في السعودية تحت ظل قيادةّ جعلت صحة الإنسان أولاً .. شكراً لهذا الوطن .. شكراً لقيادة همها مواطن ومقيم على أرضها . شكر لأبطال الصحة العازمون في خدمة المواطن وتلبية نداء الإنسانية . شكراً لكل يدٍ مُدت لخدمة هذا الوطن كل على حسب مجاله . *رسالةإلهية كونية :سيبقى ڤايروس كورونا هو خَلقٌ آلهي جاء من أجل خيرٍ لايعلمه أحد فلنتأمل ماذا صنع وماهي رسالته ولنعيش مع انفسنا في هذه العزلة ونجدد علاقاتنا في جميع النواحي لنحقق الأفضل في المستقبل . اسأل الله العلي القدير أن يزيل هذه الغمة عنا ويمتعنا بعودة الحياة من جديد بصحة وعافية وخير ولايرينا مكروه في عزيز أومحب إنه سميع مجيب .