الحمدالله الذي يبتلي عباده بالوباء فيجازيهم عند صبرهم واحتسابهم، ويخبرهم بأن هذا الوباء هو اختبار وامتحان في حياة الانسان ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)). أزمة كورونا عظيمة وكبيرة وخسائرها العالمية لايمكن إحصاؤها، فهناك خسائر اقتصادية واجتماعية وسياحية وتربوية وتعليمية بل الأعظم من ذلك هو خسائر أرواح بشرية.. عندما تقلب قنوات التلفاز وتفتح مواقع التواصل الإجتماعي تجد الجميع يتكلم عن كورونا، المشايخ والعلماء والأطباء والتربويين والمهندسين والسياسيين وكل العاملين، فهذا يبين لك ان الجميع يعاني من هذا الوباء الخطير الذي اجتاح العالم في فترة وجيزة بداية من أكبر وأعظم دول العالم اقتصاداً (الصين) ثم اجتاح الدول الاسيوية والاوروبية والافريقية وأمريكا وغيرها.. من كان يصدق أنه أكثر من 800 ألف شخص -حتى الان- يصابون بهذا الڤايروس الخطير الذي لا يمكن رؤيته، بل أكثر من 37 ألف شخص -حتى الان- ماتو من هذا البلاء العظيم!! يوماً بعد يوم يزداد القلق في أغلب دول العالم وعندنا في المملكة خصوصاً بسبب تسجيل إصابات ووفيات جديدة بڤايروس كورونا، ولكن في الوقت نفسه تزداد الطمأنينة بزيادة الأعداد المتشافية -ولله الحمد- من هذا الوباء. حقيقة أود في مقالي هنا أن أتقدم بكل معاني الشكر والوفاء والتقدير لحكومتنا الرشيدة والجهود والأموال التي تبذلها من أجل حياة وصحة الانسان (المواطن والمقيم والمخالف)، ثم قبلة على جبين كل شخص يعمل في بلدنا في ظل هذه الأزمة المعدية، فهم يخاطرون بصحتهم ويغيبون عن أهلهم من اجل حماية بلدهم وشعبهم واقتصاد مملكتهم. وقبل الوداع.. لابد أن نتعلم من هذه الأزمة ونستشعر قوله تعالى:((وماهي إلا ذكرى للبشر)) فلنتعظ ولنكثر الالتجاء الى الله ونتوب عن تقصيرنا وخطايانا، ثم نستشعر قيمة النعم التي كنا نمتلكها قبل الأزمة والآن فقدنا كثيراً منها.