لايستطيع القارئ في وقتنا الحاضرالإستمتاع والإطلاع والإنتفاع بالكلمات المنثورة على صفحات التواصل مفتقداً الفكروالثقافةالمتجذرة والصحف الورقية الطيبة المترنحة هذه الأيام بسبب الطوفان الإلكتروني الظالم والجائرنعم إنه كذلك لإنه أزاح نخب الفكر والإعلام الحقيقي وفتح باباً عملاقاً للعاطلين وممتهني التفاهة وأصدقائها، لم يعدهناك عمودٌ يومي منتظر يزين الورقات وفنجان القهوة الأصيلة الذي يستمتع قبل صاحبه بالزاوية المتزينة بالفكر والتجارب والسياسة، لم تعد الفكرةالمرتكزة على غزارة في المعلومة والإطلاع لها وجودلتستبدل بلصق ولزق غرائه غير متماسك ومثبت!! لم تعد التحقيقات الصحفية من قلب الحدث تستهوي المارة وربما غير المارة لإن الصخب اصلاً على مدار اليوم في أوجه صوت وصورةمتحركة،لم يعدالخبر كما كان مفاجئاً ومبهراً وغير عادي لإن الأخبار في زمننا الأغبرالأغمق هذا تأتي ربما قبل أن تحدث! أصبحت الجريدة في الركن الأبعد للمتجر إن وجدت أصلاً وصار الركن الأقرب مأوى للعلك البلونة التي قد تنفجر يوماً من الأيام وتتغيرمن حلوى لذيذةالي قنبلة لاتبقي ولاتذر! ومازاد الطين بلة وتغريزاً! إتجاة الإعلام الجديد كما يسمى وبعض الصحف الإلكترونية الى العبث بعقول وقلوب القراء( المستسلمين) فقد يكتب الكاتب مقالة لا تحمل ولو الربع من شروط المقالة المكتملة تباعد في الأفكار، وبلادة في اللغة، وحشوسلبي لايقدم ولايؤخر وهلما جرا أضف الى ذلك هناك من يضع اسمه من الكتبة وهولايفرق مثلاً بين الخبر والرأي والتحقيق، إننا نعيش أزمة ثقافة فعلاًفالكل أصبح ينظّر ويقارن ويحاظر في كل شيئ، علينا ان نتدارك الوضع يامحترمين سنفقد مع الوقت ربما من يسل قلمه ليدافع ويحارب ويحاجج لإني فيما أرى أن التافهين والصعاليك وصلوا بل وتوسطوا مجلس الإعلام بكل تبجح وليس لنا نحن المتابعين إلا أن نقول على الدنيا السلام والله غالب.