✒بالأمس احتار قلبي قبل قلمي عن أي شيء أكتب.!!! هل أكتب عن فرحتي بوجودي في صنعاء بجانب العائلة والوالد والوالدة.!! أم أكتب عن همومي وهموم الناس من حولي.!! أم أكتب عن مشاكلنا الأخلاقية والتربوية.!! أم أكتب عن أحوال الناس في اليمن السعيد وما آلت إليه بعد الحرب.!! أم أكتب عن كشمير وبورما المنسية.!! أم أكتب عن مصيبة العالم العربي وأحوال الناس في سوريا. تهتُ بين هذا وذاك، وهممتُ أقلِّب مفاتيح الحاسوب، وأدغدغ حروف تلفوني لأكتبُ حرفاً ثم أشطبُ آخر، مترددة هي أفكاري، فكل موضوع هو عزيز على قلبي، وهم أصبح جزءاً من حياتي، وفجأة في الصباح الباكر استيقظت من نومي بحلم أفجعني عن أحوال اليمن السعيد، أخذت تلفوني مسرعاً وسمّرتُ عيني على صفحة نوتة تلفوني، وشرعتُ أكتبُ، وأكتبُ وأحلل الوضع وأربطه بخيوط من هنا وهناك، علني أجد تفسيراً منطقياً لما يحصل في اليمن السعيد. الكتابة عن اليمن ليس مجرد كلام في كلام، ولا جملاً عابرة تمر مرور الكرام، فالكتابة سطور جميلة وهي تكون عن اليمن أجمل سطور.. اليمن الذي أصبح أسطورة كحكاية كان يا ماكان، وحكايات شهرزاد ، والكلام عن اليمن، هو مشاعر إنسان، عاش لحظات وواقع ظروف اليمن بكل تفاصيله حرفاً حرفاً، وحلماً من أحلامه لعودة اليمن السعيد كما كان سعيداَ. قبل خمسين عاماً مضت هاجر الوالد من اليمن السعيد مع جدي رحمه الله طفلاً صغيراً إلى بلد الحرمين الشريفين، وعندما كنت طفلاً صغيراً سمعت كثيراً من الوالد وغيره من أقاربي، أن أصلنا من بلد يدعى اليمن السعيد.. ويوماً ما في صغري كنت جالساً مع الوالد حفظه الله، وجاء في مخيلتي هذا السؤال، وهو لماذا تسمى اليمن باليمن السعيد؟؟ التفت إلي والدي قائلاً: أتصدق ياولدي أنا سألت جدك عن هذا السؤال ولم أجد منه إجابة شافية.. انتهى الحوار ومازال السؤال في مخيلتي، لماذا تسمى اليمن باليمن السعيد؟؟؟ من منّا لا يريد أحلاماً تغير واقع بلده للأفضل.!! من منّا لا يُمني نفسه بالأحلام السعيدة لعودة يمن الإيمان والحكمة.!! الأحلام بالمجان، لكن الواقع يحتاج تفاؤل حد السماء ليبني أهراماً من الأحلام العريضة والسعيدة لليمن السعيد.!! هناك بون شاسع وفاصل كبير بين الحُلم والواقع المتعلق بمصير*بلد أنهكه الحرب والظروف الاقتصادية المتردية، ومع ذلك أنا أرَ أن اليمن السعيد سيعود سعيداً عما قريب!! *ترويقة: آهٍ .. ما أجمل الحُلم حين يتحقق!! وإن لم يكن الحُلم قد حظي برضاكم فرجائي الحار أن تتخيلوا أنكم كنتم معي نياماً، وأن ما يحصل لليمن هو رؤى وأحلام وكثير من الأحلام تذهب مع الريح، والحقيقة هي أن نجد حلولاً جذرية لنرتقي باليمن إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة علمياً واقتصادياً وعمرانياً، والأهم أخلاقياً. *ومضة: هناك سؤال دائماً يأخذ حيزاً من تفكيري وأحلامي؟ متى..متى..متى يصبح واقع اليمن جميلاً؟!... حقيقةً لا حلماً.