@ كنا نرسم الحلم على ارصفة مدينتنا، وكنا نغازل مع النجوم محطة الاضواء، وقطعنا لهذا الحلم المسافات من اجل السفر للمحطة التي لم نصلها منذ ما يقارب الثلاثين عاما..!! @ عواطفنا وعقولنا هيأنها للمحطة الجديدة، للمحطة التي ذرفنا الدموع من اجل الوصول لها.. @ نثرنا القصائد.. ونظمنا القوافي.. في رحلة الاضواء.. وكان نثرنا قطارنا يسير بثبات لهذه المحطة التي عشقناها ولم نمكث بها بعد. @ صحونا من المنام ولم يكتمل الحلم.. هناك من حرمنا مواصلة حلمنا.. هناك من اختطف وسرق فرحتنا.. هناك اقدام لم تقدر مشاعرنا، فسحقت امانينا.. وحطمت آمالنا.. وعدنا الى نقطة الصفر..!! @ تعبنا ونحن في رحلة الهم والالم.. وافجعنا التراجع بعد الصدارة، وقسا علينا اللاعبون ونحن نكيل لهم الورود في كل منازلة.. وجرحنا اللاعبون ونحن نهتف لهم من على المدرجات بهتاف العشاق، صادروا فرحتنا وجاء ردهم بخنجر المكوث سنة اخرى في محطة الاولى. @ لاعبونا ذبحونا من الوريد الى الوريد، ومسؤولونا تفرغوا لحرب لا ناقة لنا بها ولا جمل، وفي الوقت الذي كنا نحضر لزفة الوصول للاضواء، اشبعونا وشتتوا فكرنا في خلافاتهم عبر الصحف، ليوجهوا لنا لطمة اخرى تذكرنا بالعجز.. وتذكرنا ايضا ان محطتنا القادمة هي الاولى للسنة التاسعة..!! @ نحن جمهور الخليج منحنا نادينا واحة عشق.. واحة شعر.. وواحة يحسدنا عليها الكثير من الاندية الاخرى، ولكن هناك من يصر على زرع الشوك بدل الورد في هذه الواحة، هناك من اللاعبين من يصر على رسم الحزن في ملامحنا، هناك من يصر على رد الجميل لنا ببقائنا في محطة الآسى..!! @ مسكين هذا العاشق (جمهور الخليج) فقد اصبحت حالته مثل جنون قيس لابنة عمه ليلى، ومثل عشق عنترة لعبلة, والنتيجة واحدة هيام وعشق من طرف واحد دون ان تكون النهاية سعيدة!! @ تسكنني جنون الكلمة وجمرة المكان والزمان قبل مواجهة الامس، لانني كتبت هذه الاحرف قبل معرفة موقعتي سدوس مع الجبلين والخليج مع الوحدة، فيتملكني الم وينتابني فرح وما بين المحطتين، خوف يرقبني، وقلق، واحيانا احلام يقظة قد لا تتحقق..!! @ تجوس في ليل قلبي وشوارعه، مدنا جميلة، واشباح خوف، اترقب دفتر الصمت في ثقب اللحظة، واتخيل نهاية الفصل الاخير من هذا الترقب..!! @ مهزومة انا في اعماقي، وبصيص امل ينزف صمتا، ترفض لغة البوح حتى امسية الخميس.. تذكرك في حينها اشياء اهمها قمر ينام في احداقي..!! @ صباح الامس الخميس وأنا اكتب هذه السطور، صيغت للدمع، لان اورقة الخليج وتجربته مع فريق القدم تجربة مريرة من الالم، وفي المقابل حلم عصي لفريق اليد تجربته المتواصلة مع الفرح طوال العشرين سنة الماضية.. وما بين هذا وذاك اصبحت اركض مع الوقت اهبط في بعض الاحيان لمحطة الحزن، واحيانا اخرى لمحطة الفرح..!! @ نامت اللحظة ما بين محطتي الحزن والفرح، وخلف نافذة القلب وجع.. وأمان.. وآمال.. واحيانا انتكاسة.. وينتفض السؤال من مخيلتي.. كيف سيكون هذا المساء (مساء الخميس) في الخليج.. فرح.. ام حزن.. ام فرح وحزن ما بين القدم واليد.. ام حزن مضاعف..!! @ تحدثني الاماني وهيامي بفرح مضاعف.. ويحدثني الواقع بحزن كبير.. فهل تنتصر الاماني على الواقع.. ام العكس؟ @ تدثرت بالصمت.. فلا انا اول العاشقين ولا آخرهم الذين يخسرون في معركة الحب.. اغمدت خنجر السؤال.. ودنونت في البعد، وجمرة العشق تتلوى بداخلي.. فما الذي يفعله العاشق حين ينام الحب.. وتصهل الذاكرة في بحر الاحزان..!! @ قررت انا لا اسأل ولا انبش في دفتر صباح الخميس، واغمضت عيناي على اسوأ الاحتمالات لاستقبال ذلك المساء. @ نحن اليوم نعيش في نهار الجمعة.. فأي قدر حلمني لهذا اليوم.. وجع.. ام فرح.