النشرة الإحصائية لمؤسسة النقد السعودي تقول وفق موقعها الذي نشر تقريراً شهرياً، من بينها "عرض النقود" وهي تشمل (النقد المتداول خارج المصارف وقد بلغ أكثر من 179 مليار، والودائع تحت الطلب وهي الحسابات البنكية الجارية غالباً وبلغت أكثر من 1,026 مليار ريال وهذه مجتمعة تسمى عرض النقود "ن1" ويضاف أيضاً أكثر من 422 مليار ريال وهي تمثل الودائع الزمنية والادخارية، وتجمع مع "ن1" ينتج عنها "ن 2" بمبلغ وصل 1,628 مليار ريال، يضاف لها الودائع الشبه النقدية بمقدار أكثر من 175 مليار ريال، ليصبح المجموع ما يطلق عليه "ن3" بمقدار أكثر من 1,803 مليارات ريال، أي يتبقى 193 مليار لتصل إلى 2 تريليون ريال "هذه الأرقام والسيولة تسيل لعاب أي بورصة وشركات استثمار وحين نلحظ الحسابات غير المكلفة فهي "1,628 مليار ريال" كحسابات جارية للبنوك، وهذه ميزة كبيرة للبنوك بهذه الأرقام المالية، ومغرية جداً للاستثمار حين تجد قنوات استثمارية وهي موجودة بالاقتصاد السعودي سواء من خلال السوق المالية بتنوعها من صناديق أو التداول نفسه أو صناديق الريت أو الصكوك أو السندات، أو من خلال العقار أو التجارة الحرة الموجودة لدينا. هذه السيولة الضخمة جداً والتي تحقق نمواً شهرياً تقريباً كمتوسط، أين شركات الاستثمار منها لكي تدفع أصحاب هذه الحسابات ولو بنسبة 10 % أو 20 % لكي يعاد ضخها في الاقتصاد من خلال السوق المالي أو غيره، رغم أن هذه السيولة هي مصدر تمويل للبنوك، ولكن مهما تم من تمويل فالسيولة عالية وجيدة للأفراد خاصة، أتمنى على شركات الاستثمار أن تبحث عن العميل وتذهب له، وتسوق وتروج لمنتجاتها الاستثمارية، وأن لا تكون تتركز على كبار أو متوسطي رؤوس الأموال، أو تنتظر العميل أن يأتي لها، بل عليها الحراك والترويج لخلق منتجات استثمارية تجذب، وهذا سنعكس إيجاباً "يفترض" على المستثمر وعلى شركات الاستثمار وعلى البنوك وكل طرف ذي علاقة، لماذا شركات الاستثمار متجمدة وأمامها هذه السيولة المغرية الكبيرة، في ظل اقتصاد واعد وينمو ومستقبل مشرق وكبير وننظر له بشغف، على شركات الاستثمار العمل بفاعلية وجهد وتحريك لهذه السيولة، وهو أكثر سؤال أواجه يأتي لي سواء من حسابي بسناب أو تويتر "لدي سيولة وأريد استثمر ماذا أشتري" أو "هل اقترض واستثمر وأين"، وكلها تصب بهذه الأسئلة، الناس تريد ولكن شركات الاستثمار والوساطة لا تتفاعل أو تعمل بالقدر الذي يرغبه الناس، لكي تكسب الثقة أولاً منهم ثم يبدؤون معهم استثمارياً، فمتى تتحرك وتنتفض شركات الاستثمار وتعرض وتسوق منتجاتها، في اقتصاد هو الأكبر بالمنطقة بكل شيء.