عيد عظيم وفرحة كبرى ، عيد لم تشرعه قوانين الأرض ولا مناسبات الإنسان المتقلبة تبعا لهواه فهو ليس عيدا يخص أرضا بعينها أو شخص بذاته بل هو عيد شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده الصائمين وهو يخص جميع المسلمين في كافة أصقاع العالم حيث يصادف اليوم الأول من شوال ويأتي بعد صيام شهر رمضان كاملا ، وقد كان أول عيد للمسلمين في السنة التي فرض فيها الصوم وهي السنة الثانية للهجرة ، حيث روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال "قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى" العيد عند العرب هو كل يوم فيه جمع وقد سمي عيد الفطر المبارك بهذا الاسم لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام شهر كامل ويجتمعون في صباح هذا العيد لأداء صلاة العيد ففي هذا العيد قربة إلى الله وطاعة وتعظيم لذكره حيث ترتفع الأصوات بالتكبير في كل مكان قال تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) صدق الله العظيم .. ويؤدي الناس صلاة العيد ويستمعون لخطبة العيد وتخرج حتى النساء والأطفال إلى مصلى العيد كما أن العيد يوم تتجلى فيه كل معاني الإنسانية من حيث التراحم والترابط والتكافل الاجتماعي حيث تبرز مساعدة الناس لبعضهم وتوزيع المساعدات والصدقات ومن ثم صلة الأقارب والأرحام والجيران والأصدقاء فنرى الناس تتزاور وتتبادل التهاني والتبريكات في كل مكان، الأمر الذي يجعل هذا العيد العظيم محفوفا بالفرحة والبهجة والمسرة ويجعله يفرض نفسه وفرحته على الجميع وتحت أي ظروف. للعيد سننه وآدابه لدى المسلمين حيث يسن فيه الأفطار بتمرات قبل الخروج لصلاة العيد فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترًا" .. ويسن فيه كذلك التكبير ولا يقتصر على مصلى العيد فقط بل حتى في البيت والأسواق والطرقات ، ويسن فيه الغسل فهو سنة مؤكدة على كل مسلم وكذلك صلاة العيد والخروج إليها فتخرج حتى النساء لصلاة العيد فقد روت أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم*أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيّض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير . ومن آداب العيد عدم التباهي بملابس العيد أو أي زينة أخرى ومحاولة تفقد الضعفاء ومعرفة حاجاتهم ومساعدتهم* هذا هو عيد الفطر المبارك ببهجته وعظيم سروره وعموميته لكل المسلمين رجالهم وأطفالهم ونساءهم ومع ما فيه من فرحة وخير فإننا نلاحظ أن بعض الناس لا يعده عيدا فقط بل ربما يحسبه كذلك إجازة عن الطاعات والعبادات فبمجرد انقضاء رمضان وحلول أيام العيد يبدأ في التقصير في الصلاة وتلاوة القرآن ويظهر التغير والتحول حتى في أخلاقه وأقواله ومعاملاته فلم يعد ذلك الوديع المستقيم الزاهد الطائع العابد بل يتحول إلى إنسان آخر كل همه الدنيا وجمع حطامها دون أدنى تفريق بين الحلال والحرام .. نسأل الله لنا ولكم السلامة والثبات.. وعيد سعيد وكل عام والجميع بخير.