يأتي عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان المبارك جائزة من الله لعباده المؤمنين ، فيه يفرح المسلم بما من الله عليه من نعمة الصيام وفضيلة القيام فيشكر ربّه ويلتقي بالمسلمين في العيد يتبادل التهاني معهم ويزورون أهليهم وأقرباءهم وأرحامهم وأصدقاءهم وجيرانهم يوم فسحة وسعة وسرور . يسن فيه أن يستعد المسلم لصلاة العيد بالتنظف ، ولبس أحسن الثياب فعن نافع :أن ابن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى. وثبت عن ابن عمر أيضا أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين ثبت عن ابن عمر أيضا أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين، ويسن قبل الخروج إلى صلاة العيد أن يأكل تمرات وتراً : ثلاثاً ، أو أكثر ؛ لحديث أنس قال : كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وتراً ويسن التكبير والجهر به يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى . ويسن قبل الخروج إلى صلاة العيد أن يأكل تمرات وتراً : ثلاثاً ، أو أكثر ؛ لحديث أنس قال : كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وتراً. ويسن التكبير والجهر به يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى ؛ لحديث ابن عمر : ان رسول الله كان يخرج في العيدين .. رافعاً صوته بالتهليل والتكبير. وكان ابن عمر إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى،ثم يكبر حتى يأتي الإمام ، فيكبر بتكبيره. ومن صيغ التكبير ، ما ثبت عن ابن مسعود : أنه كان يكبر أيام التشريق : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله . والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد . وليس من هدي النبوة التكبير الجماعي والصواب أن يكبر كل واحد بصوت منفرد. ويسن أن يخرج إلى الصلاة ماشياً ؛ لحديث علي قال : من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً. ويسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق أن يرجع من طريق آخر ؛ لحديث جابر قال : كان رسول الله إذا كان يوم عيد خالف الطريق. وتشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفاعها بلا أذان ولا إقامة ركعتان ؛ يكبر في الأولى سبعا ، وفي الثانية خمسا، ويسن أن يقرأ الإمام فيها جهراً بعد الفاتحة بسورة ( الأعلى ) في الأولى و( الغاشية ) في الثانية،أو سورة (ق) في الأولى و( القمر ) في الثانية والخطبة بعد الصلاة، لحديث عائشة : ان رسول الله كان يكبر في الفطر والأضحى ؛ في الأولى سبع تكبيرات ، وفي الثانية خمساً . وعن النعمان بن بشير أن رسول الله كان يقرأ في الجمعة والعيدين ب (سبح اسم ربك الأعلى ) و( هل أتاك حديث الغاشية ). وعن عبيدالله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي : ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر ؟ فقال : كان يقرأ فيهما ( ق والقرآن المجيد ) و ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) . ويتأكد خروج النساء إليها ، فعن أم عطية قالت : أُمرنا أن نَخرجَ ، فنُخرج الحُيَّض والعواتق ، وذوات الخدور أي المرأة التي لم تتزوج فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ، ويعتزلن مصلاهم. وعن ابن عباس قال : شهدت صلاة الفطر مع نبي الله وأبي بكر وعمر وعثمان ، فكلهم يصليها قبل الخطبة. وعن جابر قال : صليت مع رسول الله العيدين غير مرة ولا مرتين بغير اذان ولا إقامة. ولا بأس بالمعايدة ، والتهاني بالعيد فقد كان أصحاب النبي ، إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض : ( تقبل الله منا ومنك). ويوم العيد يوم فرح وسعة ، فعن أنس قال : قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ، ويوم الفطر. فليوسع المسلم على أهله وليفسح لهما ما فسحه الشرع أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركة.