هذه سوريا التضاريس التي انجبت حضارة عودها الاخضر يعود الى اربعة الاف سنة انه العود الباسق الذي قاوم الفناء وبقي يحفرفي التاريخ لانسان عرف الحضارة وعرفته وشيد من طينتها مدنه وقراه .... هذه سوريا التي بزغت منذ فجر التاريخ وتفاعلت مع الحضارات وشيدت لها موقع قدم وبنت الكنائس والمعابد والمساجد ...سوريا كانت حلم الانسان الذي تنفس حرية وقاوم من اجل القاء ولسان حاله: سلام من صبا بردى ارق ودمع لايكفكف يادمشق ومعذرة اليراعةوالقوافي جلال الرزء عن وصف يدق وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق وسار السوريون بخطى ثابتة يحدوهم العزم والكبرياء فكانت قوافل من الشهداء في كل شبر من سوريا وكانت الانظمة القمعية تقف حجر عثرة في وجه السيل الهادر ويقمع الاحرار في كل مرة فكانت حماه وحمص والشهباء ودير الزور والشام عربون هذا النضال ولم تستسلم سوريا الى ان جاء ربيع 2011 الذي طال انتظاره وكانت الارهاصات الاولى لثورة الشعب..... درعا ذات صباح...درعا ذات مساء...الحلم السوري كان يكبر وكان فجرا من لهب ...كان شلال ضياء وبعضا من طباشير البراءة التي كانت تكتب الحلم السوري الجميل لكن في لحظة مجنونة اراد الاطفال ان يكتبوا في غير عادتهم على الجدران عبارات اخرى وجملا لم يألفوها .... هكذا خط الاطفال طريق الثورة الاول بأناملهم البريئة دون ان يدروا ورسموا طريق المجد بعد سنين من الصمت والخوف وكانت قلوبهم بعض نبض الشارع العربي وكانت نشوة الانتصار تنتظرهم في كل حارة او زقاق...وماان سمع الناس صوتهم الهادر حتى تلقوه في اذانهم ورددوا جماعات وفرادى(الشعب السوري مابينذل....الشعب السوري مابينذل...)... هي عبارات دوت في اول اسبوع قاهرة جدار الخوف و بزغت كشمس في سماء الشام الملبد... (وجاء الاحتجاج بعد اعتداء عدة رجال شرطة على أحد المواطنين في منطقة الحريقة، وهو أحد أبناء تجار المنطقة، واقتادوه إلى بناء مهجور مع الاستمرار بضربه، حينها ثار المواطنون الموجودون في تلك المنطقة، بعد أن سمعوا صراخ الشاب واستغاثته، وسرعان ما تجمع أبناء المنطقة والذين قُدّرعددهم بأكثر من 1500، ليبدأ الاحتجاج على معاملة الشرطة للمواطنين والتنديد بالسرقات التي أصبحت معتادة منهم. وهتف المتظاهرون حينها "حرمية حرمية" و"الشعب السوري ما بينذل"، وتمّ بعد ذلك تسجيل المظاهرة وتداوالها على مواقع التواصل بنطاق واسع.) منقول بتصرف..... ودعت سوريا الخوف بأطفالها واستقبلت العزة بدماء ابنائهاودعت سوريا جمهورية الخوف ذات صباح من اذار سنة 2011 وسلمت المشعل لشارع ظل ينتظر اربعين سنة في عتمة ويأس وطول انتظار... هاهي شوارع الفيحاء وسهول الغوطة الخضراء وجدران مدارس درعا البلد تكسر الصمت وتدوي معلنة انطلاق ثورة الشعب الذي لايهان ولايقبل الذل وسارت نحو فجر جديد بدموع ودم وللقصة الالم بقية سترسمها جحافل هذا الشعب العظيم الذي ظلت ثورته يتيمة لكنه سينتصر لان الله لايخذل الشعوب محمد لباشرية