بدأت ُمسيرتي مع الكتابة الصحفية منذ وقت مبكر حين كنت طالباً في المرحلة المتوسطة ثم محرراً لمجلة ( شعاع المعرفة ) وهي مجلة شهرية حائطية بسكن الطلاب في دار الحديث المكية التابعة للجامعة الإسلامية عام 1409ه . إضافة لكوني قد نشأت في بيئة إعلامية محبة للعلم والكتابة ، فأخي الأكبر الأستاذ عبدالرحمن الأنصاري كان مدير تحرير لصحيفة المدينة ومستشاراً للمجلس الأعلى للإعلام ، ثم مستشاراً إعلامياً بوزارة الداخلية ، وكذلك صهري الأستاذ موسى الأنصاري والذي عمل محرراً للصفحة الإسلامية بصحفية المدينة أكثر من 25 عاماً . وإنني مدين شخصياً في بداية مشواري الإعلامي لأستاذنا الأديب حمد بن عبدالله القاضي فقد وجدت منه التشجيع المادي والمعنوي أثناء كتابتي في " المجلة العربية " منذ عام 1418ه حتى ترجل عن رئاسة تحريرها فتوقفت عن الكتابة فيها ولسان حالها يقول : تبكي المجلة في عليائها حمدا ** وتشتكي لهفة من عبق ماضيها ثم انتقلت للكتابة في صحيفة المدينة في الصفحة الإسلامية والتي كان يشرف عليها الاستاذين الفاضلين إبراهيم سرسيق ومحمد خضر عام 1421-1423ه وكنت مقلاً في الكتابة ذلك الوقت لانشغالي في الطلب والتأليف ، ثم انقطعت عن الكتابة الصحفية حتى عام 1432ه وعدت للكتابة في " ملحق الرسالة " بالصحيفة نفسها والذي يشرف عليه الأستاذ ساري الزهراني وكان حريصاً على تطوير الملحق وتجديده فرحب بي ككاتب فيه ولسان الحال يقول له : أهلاً وسهلاً بمن بالحب حياني ** وبارك الله في فكر وتبيانِ لا خير في ملحق لا علم يعمره ** فاعمل بصدق لذاك العالم الثاني وقد كان دافعاً ومشجاً لي في أداء رسالتي الإعلامية والدعوية من خلال المشاركة في هذا المنبر الإعلامي والدعوي " الرسالة " . وكان لي شرف التجاور أحياناً على صفحاتها مع بعض عمالقة القلم ورواد العلم والمعرفة من العلماء والأدباء والدعاة إلى الله تعالى . ومكثت أكتب العديد من المقالات في هذا الملحق المبارك وفي ملحق " الأربعاء " الأدبي حتى نهاية عام 1434ه حين أرسلت يوماً من الأيام احدى المقالات التي لم تنشر بالصحيفة لنشرها بصحيفة الجزيرة بدلاً من أن تبقى حبيسة الأدراج ، فتم نشرها ؛ فأرسل لي الأستاذ ساري ، ابن العم والذي يعمل بقسم التصحيح الأستاذ عبدالصمد الأنصاري معاتباً حتى ظننت أنني ارتكبت جرماً ؛ ومن يومها لم ينشر لي أي مقال بملحق الرسالة وكانت هذه القصة بمثابة الوداع للملحق وقلت في نفسي لعل في ذلك خير من حيث لا أعلم . وأكملت بعد ذلك مشواري مع صحيفة " الجزيرة "بنشر أكثر 62 مقالاً في زاوية " وجهات نظر " والى يومنا هذا ولله الحمد والمنة ما زلت أكتب بالجزيرة وأعد نفسي أحد أبناء هذه الصحيفة المرموقة بكتابها واصداراتها الثقافية وأشعر بالفخر والاعتزاز لانتمائي إلى منظومة الكتاب في هذه الصحيفة العريقة والمتميزة ولسان الحال يردد مع مؤسسها : تلك الجزيرة طابت في محاسنها ** أكرم بها قمة أربت على القممِ صحيفة الفكر أربى في معالمه ** تسقى ثقافته من بارد شبمِ ومع ظهور الصحف الالكترونية طلب مني الأستاذ القدير علي بن هشلول المشاركة في الكتابة بصحيفة " أزد " الالكترونية وكنت أرسل له بعض المقالات اضافة للتي تم نشرها بالجزيرة فيقوم مشكوراً بنشرها ولسان الحال يقول له : وشائج من أزد تألف بيننا ** فنحن وأنتم تاج مجد مرصع ولا زال شلال المعارف دافقا ** بساحتكم يحيي القلوب ويمرع ثم واصلت الكتابة في عدد من الصحف والمجلات الورقية كصحيفة مكة ومجلة الدعوة ، والبيان ؛ وبعض المواقع الالكترونية كصحيفة روافد ومكة وموقع المختار الإسلامي وموقع السكينة ، حتى يسر الله تعالى أن أنشيء موقعاً الكترونياً يجمع شتات تلك المقالات وبعض المؤلفات والبحوث العلمية والذي وسمته ب " شبكة رحاب مكة ". وقد أضحت الكتابة ولله الحمد والمنة جزء لا يتجزأ من حياتي فقد عشت في ظلال القلم والحرف أزهى لحظات العمر متنقلاً بين المقالة والتأليف سائلاً الله عز وجل أن يتقبل مني كل ما أكتبه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ؛ ولا أزال أواصل مشواري مع الكتابة محتسباً الأجر والثواب من الواحد الوهاب .