وزير الداخلية يزور وكالة الحماية المدنية الإيطالية    سعود بن نهار يستأنف جولاته التفقدية للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    السعودية وصندوق النقد الدولي يطلقان غدًا مؤتمر العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة    البرازيل تتعهد بالمعاملة بالمثل رداً على رسوم ترمب    السعودية والقضية الفلسطينية موقف داعم منذ عشرات السنين    من الدرعية إلى جدة.. ولدت حكاية الفورمولا إي في السعودية    القبض على 15 مخالفاً لتهريبهم 405 كيلوغرامات من القات في جازان    «البيئة»: أمطار في 8 مناطق.. والقصيم تسجّل الأعلى ب25.0 ملم في ضرية    أمير جازان يزور معرض جازان للكتاب 2025 " جازان تقرأ " ويطلع على فعاليات المعرض    تجليات الفنون البصرية . استكشاف الابداع والتعبير الفني بأساليب معاصرة    الذوق العام تطلق مبادرة "ضبط أسلوبك" بالتزامن مع تسوق شهر رمضان المبارك    مفتاح حل المشاكل    الشام وخطوة الاتصال اللحظي أو الآني    Big 5 Construct Saudi ينطلق اليوم ويستمر لأسبوعين لتسليط الضوء على الابتكار والاستدامة والريادة في الصناعة    جامعة الأمير سلطان تحصل على الاعتماد الأكاديمي لبرامج الطيران من مجلس الاعتماد الدولي (AABI)، لتصبح بذلك أول جامعة سعودية في الشرق الأوسط    المنتدى السعودي للإعلام يصنع التأثير في عام التأثير 2025    عبدالعزيز بن سعود يزور وحدة العمليات الأمنية المركزية الإيطالية    محافظ الأحساء يكرّم الفائزين بجائزة تميز خدمة ضيوف الرحمن    أمير الباحة يعزّي الزهراني بوفاة ابنه    لبنان يوقف 26 متورطاً في اعتداء «اليونيفيل»    زلزال بقوة 6.4 درجات يضرب جنوب سيبيريا    «الداخلية»: ضبط 22,663 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    "تعليم الرياض" تنهي الاستعداد لاختبارات الفصل الثاني.. والنتائج الخميس    القيادة تهنئ رئيس جمهورية صربيا بذكرى اليوم الوطني لبلاده    التبادل السادس.. تسليم 3 رهائن إسرائيليين في خان يونس    فريق سومي لي يتوج بلقب بطولة صندوق الاستثمارات العامة للسيدات وجينوثيتيكول تتصدر الفردي    يوم الحسم في بطولة البادل بموسم الرياض    «برايتون» يكسر عناد «تشلسي»    بشكل علمي.. اكتشف مدى نجاحك في العمل من لونك المفضل    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق تداولاتها على تباين    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    فندق شيدي الحجر في العلا يفتح أبوابه للضيوف    الأشراف آل أبو طالب يحتفون بيوم التأسيس في صامطة    جمعية «صواب» بجازان تختتم دورة «التسويق الإلكتروني»    مناحل بيش تحصد ثلاث ميداليات ذهبية جديدة وميدالية بلاتينيوم في باريس    سهرة حجازيّة مميزة في دار فرنسا بجدة    وزير الخارجية الأردني يؤكد على موقف بلاده الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين    مجلس إدارة "أوبن إيه.آي" يرفض عرضا من ماسك بقيمة 97.4 مليار دولار    %72 من الشركات السعودية تستعين بحلول الذكاء الاصطناعي    متوسطة العلاء بن الحضرمي تحتفل بيوم التأسيس    "الهلال" يُصدر بياناً إعلاميّاً يستغرب خلاله من الحالات التحكيمية في مباراته أمام الرياض    سيدات القادسية إلى نهائي كأس الاتحاد السعودي    رابطة العالم الإسلامي تُدين جريمة الدهس بميونخ    زراعة عسير تطلق فعالية خيرات الشتاء    وزير الرياضة: نتطلع لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية" نيوم 2029″    الأمير عبدالإله بن عبدالرحمن آل سعود يزور معالي الشيخ علي بن شيبان العامري    جمعية أسر التوحد توقع مذكرة تفاهم مع شركة رانج لتعزيز التعاون الإعلامي والتسويقي والمعارض    السعودية تشيد بالمكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الأميركي والروسي    إمام وخطيب المسجد الحرام: اتركوا أثراً جميلاً في وسائل التواصل.. لتبقى لكم بعد مماتكم    «سلمان للإغاثة» يختتم 3 مشاريع طبية تطوعية في دمشق    (رسالة مريض ) ضمن مبادرة تهدف إلى تعزيز الدعم النفسي للمرضى.    اعتزال الإصابة    جودة الحياة في ماء الثلج    في يوم النمر العربي    العنوسة في ظل الاكتفاء    محمد بن فهد.. ترحل الأجساد وتبقى الذكرى    أيهما أسبق العقل أم التفكير؟    سعود بن خالد رجل من كِرَام الأسلاف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أما آن لكم أن تحذروا من اخترقكم
نشر في أزد يوم 06 - 06 - 2017

بلادنا المملكة العربية السعودية جُبلت على الخير والإحسان، وأُسِّسَت على التقوى منذ أول يوم من إنشائها قبل نحوٍ من ثلاثة قرون، شمل معروفها وإحسانها القريب والبعيد، ولا تتبع ما تنفق منَّا ولا أذى، وتخدم الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، خدمةً ما عرف التاريخ لها مثيلا، تفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله، وتيسيرا على عباد الله. ولا تؤذي أحدا قط، وإنما تحسن وتصبر، فأثابها الله تعالى من فضله خيرا وأمنا ومكانة ونصرا، والله شاكر عليم، هذا أمرٌ مشاهد لكل أحد.
لكن هذا الخير والإحسان والمكانة العالية للمملكة العربية السعودية لم تَسُر من في قلبه مرض، وإنما يسره ويُفرحه لو أصابتها سيئة، وهذه صفة أهل النفاق وسوء الطوية، كما في قوله تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)، تأملوا هذا التوصيف الدقيق، وقارنوا بين هذا الوصف وواقع بعض الدول والجماعات والأفراد في تعاملها مع المملكة العربية السعودية، كيف أن أي حسنة ومكانة عالية للمملكة تسؤهم، فيظهر ذلك السوء على فلتات اللسان، وجلسات الضرار، ومهما تكن عند امرئ من خليقة، وإن خالها تخفى على الناس تُعلم، سواء في جلسات سرية تضمنت منكرا من القول وزورا ضد المملكة، وثقتها التسجيلات السرية، (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول)، أو في تصريحات آثمة، طارت بها الركبان، فلم يكن حينئذٍ بُدّ من البراءة منها، بقول: إنا برآء منها، وهذا التعليل عَلِيْلٌ بل ميِّت، لأن السوابق تدل على هذا، ولو فرضنا أن هذا مُتَقَوَّل، ماذا عن المواقف السابقة، فليست هذه أول خطيئة وجناية، ولو صدقوا الله، واعترفوا بذنبهم، وندموا عليه، وعزموا على عدم العودة إليه، لكان خيرا لهم، وليس كل من فعل شيئا ثم قال (إني بريء) يصدَّق، وإلا لصدَّقنا كل من فعل شيئا ثم نفاه، بل ولصدَّقنا الشيطان الرجيم، في قوله لمن استفزهم، وأزَّهم إلى الشر، وأحدث بينهم الفتن والضرر، ثم في النهاية قال لهم: (إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله رب العالمين)، العبرة بالمعطيات السابقة، والحقائق الثابتة، وفي الأيام الماضية صدر كلام مزعج منسوب للنظام القطري، ثم بعد ذلك تمت البراءة مما صدر، وادُعِيَ أن هناك اختراقا، وأنه سيتم البحث عن المُخترِق.
وأنا شخصيا أصدِّق بهذه الدعوى، فحكام قطر منَّا وفينا، ويربطنا جميعا دين الإسلام الذي يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن البغي والطغيان.
فاللوم إذًا هو على من اخترقهم ودفعهم إلى هذا الواقع المؤلم، وفي المثل العربي القديم: قال الجدار للوتد لِمَ تشقني؟ قال: سل مَن يدقني، وفي نظري أنه لا حاجة إلى بذل الجهد في البحث عن المُخترِق، فهو معروف، لأنه هو الذي يدق الوتد، فأساء بذلك إلى قطر حكومة وشعبا، وجعلها في عزلة ومشاغبة، المخترِق: هو من زيَّن للنظام هذا التصريح الفج، ثم دعاهم إلى البراءة منه، المخترِق: هو من جعل قطر تضم قناة الضِرار، المسماة (الجزيرة)، التي آذت أهل الإسلام، ودعت للثورات في بلاد المسلمين، فكانت النتيجة القتل والدمار والتشريد، والعيش في الملاجئ تحت خط الفقر والخوف، المخترِق: هو من زيَّن لقطر دعم جماعات متصارعة مع دولها وشعوبها، مضى على إحداثها عقود من الزمن، فما أنتجت إلا الصراعات والاغتيالات والمصادمات والاعتقالات، مع أنها تنتسب إلى الإسلام، وما هكذا الإسلام، فلا الإسلامَ نصروا، ولا الأعداءَ كسروا، بل عضوا الأيدي التي أحسنت إليهم، فكان من الإحسان لتلك الجماعات أن تؤمر بحَل نفسها، ومصالحة مجتمعها، وعدم الانفراد عنهم باسم أو وصف أو تنظيم، فكل المجتمع مسلمون، ليسوا هم فقط، فلماذا هذا التحزب والتفرد؟!
لكن المخترقين لقطر لا يريدون الإصلاح، وإنما يريدون الإفساد، وأن تكون قطر مصدر إزعاج، فهل يعي النظام القطري هذه الحقيقة، ويربأ بنفسه أن يكون ظهيرا للمجرمين، وأداةً للمخترقين، هذا ما نرجوه ونأمله من حكام قطر الكرام، وأولى خطوات الإصلاح إبعاد المختَرِقِين، وعدم السير خلفهم لئلا يوردوهم المهالك، فبئس الدليل هم، وقديما قيل:
إذا كان الغراب دليل قوم
فلا فلحوا ولا فلح الغراب
وإن تعجب -أخي القارئ- فعجبٌ ممن يرى تلك المشاغبات تترى ضد بلده، فيغض الطرف عنها، بل ويدافع عن الظالم، باسم الحيادية، وعدم الخلاف، وغير ذلك من العبارات الرخوة، والورع البارد، بينما لو توهم وقوع خطأ من أحد قادة وطنه لما تثبَّت، وإنما يسعى للإنكار بجميع أنواع الإنكار الثلاثة، ويُهيِّج الشباب بإثارته وبكائه، مدَّعيا الغَيرة على الدين، لكن هذه الغَيْرَة المزعومة تختفي إذا وقع حزبه في خطأ، هكذا هي مكاييل الولاء الحزبي، تصطف مع الحزب والمخالف خارج الحدود، ضد الدين والوطن، لكنهم مخذولون، ومخذول من وقفوا معه ضد وطنهم، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
وأما بلادنا السعودية، التي تصل الرحم، وتعين على نوائب الحق، وتبذل الخير، ومع هذا تُحسَد وتؤذى، فلا يُقال لها إلا ما قاله الله تعالى لمن بُغِي عليه: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.