عندما يكون (التعليم) بلا تعليم، و (التربية) و لا تربية، و (الصحة) بلا صحة، و (الإسكان) و لا إسكان، فلا بد أن هناك خللاً. و المقصود فيما سبق هو رضى الناس عن تلك الخدمات و غيرها من الأجهزة الحكومية الخدماتية. فالشكوى لا تفتر من أداء لا يقارن بمستوى الإنفاق الهائل و الميزانيات المخصصة لكل حقل. فأين الخلل.؟ لم يبق من أركان تَميّز الأداء الثلاثة (المال – الرجال – برامج و خطط التنفيذ) إلا الركنان الأخيران، مع أنه يُقال إنه إتُخذت لهما أفضل الرجال و أحسن الخطط. الجواب ببساطة أن كل ذلك يمحقه ( الفساد)، فيجعله كأنْ لم يكن. فتُصرف المليارات في غير أوجُهِها لتضيع هَباءً منثوراً. و تُهدر هِمَمُ الرجال في مصالحها الضيقة وحدها. و تُحرفُ الخطط و البرامج لتُكَيَّفَ لخدمة الكراسي و الجيوب لا إزدهارِ المواطنين و الوطن. ما لم تُشْرع سيوف الحق لإجتثاث الفساد حقاً لا صورةً، و واقعاً لا شكلاً، فسنظلُّ معاناتُنا في كل الحقول لا تزيدها الأيام إلّا تعميقاً و ترسيخاً. Twitter:@mmshibani