اعتقد أن تردي "الحالة الصحية" للخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة أو تشرف عليها لم يكن أكثر وضوحا قبل قرار إغلاق مستشفي "عرفان" ! لأنه بين بكل وضوح أن صحة المواطن "العادي" لا قيمة لها في الذهنية التي تدير قطاع صحي تعادل ميزانيته السنوية ميزانية دولة من الدول المتوسطة الدخل لكي لا نقول الغنية فنبتعد عن المنطق "قليلا" ! والدليل سرعة اتخاذ القرار فقط حينما وصل الاستهتار بحياة الناس في بعض المستشفيات الخاصة إلى كبار التجار ! في حين أن الأخطاء الطبية تعيق وتقتل بين كل حين وآخر مواطن من عامة الناس حتى وأن كان أحد الكوادر الطبية السعودية ولم نسمع يوما أن قرارا اتخذ ونفذ في حق واحد من هذه المستشفيات المستهترة بحياة الناس حتى ولو تأخر بعد الحادثة ردحا من الزمن ! ما يعنيه ، من ناحية أخرى ، قرار إغلاق مستشفى باقدو وعرفان وعلى وجه من السرعة ، أي في أقل من أسبوع من الحادثة ، هو أن (عيب) اللجان المعروف ، وهو من أسوأ عيوب البيروقراطية ، لم يكن عائقا أمام الرغبة في الإسراع بنتائج التحقيق والتوصل للنتيجة التي أدانة المستشفى ليتم بناء عليها اتخاذ القرار بإغلاقه وكف شره عن الناس ! وأن بطء لجان التحقيق لم يكن سوى شماعة يعلق عليها المسؤولون عن صحة الناس فشلهم وعلى رأسهم وزير الصحة الذي أثبت بجدارة نجاحه كطبيب جراح وفشله كوزير يدير وزارة كوزارة الصحة معنية بحياة الناس وصحتهم 0 ما يعنيه ، من ناحية ثالثة ، قرار إغلاق مستشفى عرفان هو أن مرض مئآت الآلاف من المواطنين - ممن لا خوف منهم !- أو إعاقتهم ، أو موتهم ، واستجدائهم العلاج ، وانتظار "الدور" حتى يحين موعده أو الهلاك ، وتزاحم مئات المرضى والمصابين في غرف الطوارئ على طبيب واحد ومستشفى واحد 00 كل ذلك وضع لا يرقى ، في ذهنية مسؤولي الصحة ، إلى المستوى الذي يمكن ، وبسرعة ، أن تسخر من أجله الإمكانيات التي وفرتها الدولة لتصحيحه والرفع من مستوى الخدمات الصحية في القطاعين العام والخاص 0 لذلك اعتقد أن عليك أن لم تكن "فلان الفلاني" في السعودية ألا تتردد في شرب بول ("البكرة" على الريق) كما ينصح معالجي ومعالجات الجن والسحر والرقاة والراقيات في حارتكم والذين زاد نشاطهم مع تدهور مستوى الخدمات الصحية وأرتفاع أسعار المستشفيات الخاصة وخطورتها المميتة بلا رادع !! 00