حافظت الصحف الورقية على فكرها المهني القديم حتى وهي تتجه لنهاية عصرها في حضرة الإعلام الجديد الذي يختصر المسافات والأزمنة مع القارئ النهم في كل مكان. مازالت الصحف الورقية تتعامل بسرية تامة حول موادها الصحفية وخاصة ما يسمى الفضائح الاجتماعية المكشوفة والتي لم تعد سراً في ظل الإعلام الجديد، ومن ضمن الكليشات التقليدية عبارة “تحتفظ الصحيفة باسمه" وهي طريقة قديمة وقديمة جداً، تصوروا تنشر إحدى صحفنا فضيحة طبيب أسنان في محافظة أحد رفيدة في منطقة عسير وتقدم كامل المعلومات التي تؤكد تورطه في علاقات مشبوهة مع مراجعي عيادته في المستوصف الخاص وتصل درجة التسطيح المهني ذروته والصحيفة تقدم توثيقاً وأدلة عبر وجود صور خليعة في جوال الطبيب المعني والمحافظة لا يوجد فيها مركز طبي خاص بنفس المواصفات التي أشارت لها الصحيفة عدا مستوصف واحد ولا يوجد في المحافظة برمتها طبيب أسنان عدا طبيب واحد ورغم هذا حضرت عبارة “تحتفظ الصحيفة باسمه" من باب سد الذرائع أو أخذ القضية إلى شاطئ “سكتم بكتم". صحيفة أخرى تتألق مهنياً في الوصول لطبيب التخدير المتهم في وفاة الطفل صلاح الدين في مستشفى عرفان ورغم هذا كتبت في مقدمة الحوار “تحتفظ الصحيفة باسمه" وكل من هب ودب ومن خلال القضية يعرف اسمه بعد هروبه. الصحافة الورقية تمر بحالة انعدام وزن وعليها التحرر من قيودها القديمة، ومواكبة المرحلة الجديدة قبل أن يقذف بها الإعلام الجديد والقارئ على رف الزمن الذي لا يرحم عزيز قوم “ذل" وقبل أن يقرأ مسؤولو هذه المؤسسات الصحفية عليها الفاتحة. صالح الحمادي