باختصار كان جوابي على زميل في ميدان التربية والتعليم، جمعتني به جلسة في مناسبة عامة، على سؤال طرحه عليّ، وقد فضلت أن يكون عنوانا مباشرا لمقالي «مدارسنا لماذا لم نعد نلمس فيها جودة الأداء» فقلت: باختصار هناك مليارات تضخ في حساب وزارة التربية والتعليم، وهناك نظريات وتوجهات وخطط وجهود لاتنكر، وهناك معلمون ومديرون ومرشدون طلابيون يعملون بجد واجتهاد،وفن واقتدار ،وهناك مدارس نجحت في تحقيق معدلات عليا من الجودة في الأداء والنتائج لايمكن نكرانها، لكنناعلى أرض الواقع صراحة ، لم نصل إلى ما يوازي تلك المليارات التي تنفق على التعليم ، والدراسات التي تبحث، ويبقي الكلام الإنشائي الذي نسمعه عن تقدم التعليم لدينا،أمرا جيدا يسلينا ليس أكثر، لكن دعني ياصديقي ننظر ونتأمل في تجربة اليابان وكوريا الجنوبية، وكيف نجح البلدان في تحقيق تقدم حقيقي في ميدان التربية والتعليم، أتدري أين السر ؟ هو ليس سرا ،هم في هذين البلدين وكذلك فنلندا استثمروا في الإنسان الذي يعمل في المدرسة «مدير المدرسة، المعلم، المرشد الطلابي» وكان التدريب المستمر ،وبرامج التأهيل لهم بشكل ملفت ومركز، وقبل ذلك كان اشتغلوا على معيار «الاختيار لمن يعمل في التعليم» يعمل من خلاله المسئولون في انتقاء من يدرس الطلاب، أما نحن فمازلنا لم نحقق في (التدريب والاختيار) الدرجة الطموحة ،بل مازلنا تحت المستوى المطلوب، فمازالت الوزارة، تعمل في استيعاب كل راغب للعمل في الوزارة، بصرف النظر إن كان يصلح أولا، ثم أنه بعيد التحاقه للعمل، لايدعم بالتدريب المطلوب وبحسب الاحتياجات حتى المناهج الجديدة لايُؤهل المعلمون عليها إلا بعد بداية العام الجديد بأسابيع، كما أن بطاقة الأداء الوظيفي، لم يتم الاستفادة حتى الآن منها، في تقييم وضع المعلم أو المدير أو المرشد الطلابي، حتى تقدم له خدمات تدريبية وفق الاحتياج الفعلي ،ولم يستفد منها في تقديم تغذية راجعة للميدان ، ولاأريد أن أغفل عن دور البيئة المدرسية ،أو أتجاهل ذلك الأمر ،فمازالت مدارسنا تفتقر للبيئة المناسبة للتعليم، ،وحقيقة عزيزي القاريء، أن صديقي الذي قلبنا مجلسنا في المناسبة العامة إلى حديث مشتعل عن هموم التعليم أخبرني ،أن المدارس الجديدة التي تم اعتمادها للعام القادم، يتم الآن البحث لها عن مباني مدرسية مستأجرة، لكني أعود لأركز على أن العنصر البشري بمدارسنا يحتاج إلى اختيار، إلى تدريب وتأهيل، إلى معالجة ومحاسبة لجوانب القصور ،ومثلما يكرم المتفوق ،يجب أن يحاسب المقصر والمتهاون ،ويجب أن يستفاد من التقارير المرفوعة في كل عام، وأن يؤهل مدير المدرسة في ظل الصلاحيات ال 52 التي أعطيت له ،وفي ظل منحه الثقة في إدارة الميزانية التشغيلية التي يجب يعطى فيها نسبة منها تتيح له أن يتحرك بحرية في حدودها لتوفير مصادر تعلم قد تعجز إدارة التعليم عن توفيرها له، ،وأن يهيء ليقوم بدوره الذي يتخطى مراقبة الدوام المدرسي، فيقَّوم المعلمين، ويقّيم مستوياتهم بشكل دقيق بعيدا عن العواطف، ويدرّب المعلمين من خلال خطة تدريب يرسمها في خطته، وينفذ ورش عمل معهم ، يشاركه المعلمون لمدارسة قضايا تربوية مهمة بهذا نستطيع أن نرقى بالجودة في مدارسنا ونقول أننا نتقدم فعلا بالعمل لابالقول .