لا أدري ما سر التفاح مع عظماء البشر ، فما من تغير جذري في حياة بني البشر إلا ونجد وراؤه تفاحة ، فآدم له مع التفاحة قصة ، واسحاق نيوتن له مع التفاحة قصة ، وأخير تفاحة \" جوبز \" المقضومة . تذكرت هذا التفاحات حينما أعلنت وسائل الإعلام موت المهندس الإلكتروني الشهير \" ستيف جوبز \" مؤسس شركة \" أبل \" والتي شعارها تفاحة مقضومة . وتساءلت لما التفاحة بالذات اختارها \" جوبز \" شعاراً لشركته ؟! هل لأنه يعلم حينما أسس هذه الشركة في مرآب بيته بأن التاريخ سيسجله مع عظماء البشر ؟ أم كان يستلهم من التفاحة كما كان يستلهم الفيزيائي العظيم \" اسحاق نيوتن \" أفكاره ورؤاه ؟ ربما كان يجلس وبيده تفاحته وحينما يقضم منه أول قضمة تشتعل في ذهنه فكرة جهاز جديد ، فيرمي تفاحته المقضومة ويهم بصناعة مبتكره الجديد ، لا نعلم حقيقة سر هذه التفاح وسر التفاحات مع البشر ، لكننا نعلم أن هذا المهندس رجل عظيم وشخصية فذة لا يمكن للعالم أن ينساه أو يتجاهل دوره ، وسيورد التاريخ اسم \" جوبز \" لاختراعه للكومبيوتر الشخصي بعد إن كان محصوراً في نطاق العمل المؤسسي ، وسيورد التاريخ اسمه لاختراعه فأرة الكمبيوتر \" الماوس \" وسيورده لاختراعه جهاز \" آي تيونز \" و \" آي بود \" و \" آي باد \" و \" وآي فون \" ، سيورده كأحد أعظم شخصيات القرن العشرين والواحد والعشرين ، لا لأنه مخترع وحسب ، بل لأن اختراعاته التي غيرت وجه العالم ، وغدت الدنيا بهم ومن بعدهم أفضل مما كانت عليه قبل ولادتهم ، فكل من يملك جهاز \" لاب توب \" لا يقدر إلا أن يقول شكراً \" جوبز\" ، وكل من يملك جهاز \" أي بود \" لا يقدر إلا أن يقول شكراً \" جوبز \" ، وكل من يملك جهاز \" آي باد \" أو \" آي فون \" لا يقدر إلا أن يقول شكراً \" جوبز \" . نعم شكراً \" ستيف جوبز \" باسم الإنسانية والإنصاف . عبدالرحمن ظافر الشهري [email protected]