ويلٌ للعرب مِن شَّرٍ قد اقترب .. ويلٌ لأمةٍ كَثُرتْ فيها طوائِفُها .. الويل لنا .. فقد أضعنا الجذور وتمسّكنا بأخصانٍ خاوية وما ازدرانا تعفّن أفكارٍ شَتَّت جمعنا .. غزَّة تُنادي : قدْ أماتوا الحُّرية منذ زمنٍ ما بعدَ صلاح الدين \" الكردي \" واليوم أحرقوها لأنها أرادت ملأ زغب الحواصِل التي لا ماء فيها ولا شَجر ؛ شَعرَ بتلكَ الحواصِل أردوغان التركي .. ولكنَ هيهات للعرب اللذين يُغلقوا معابر مرور المساعدات .. وما يَهمهم في الأمر ؟ إن أكلَ المسلمون أمعائَهم مِن جوع في أرض فلسطين .. أين ذاكَ الزمن ؟ ومتى يَكون ؟ حينما مَرَّ الشعور الإسلامي بأقسى درجة في الإجتياح السريع الذي قام به \" الإفرنج الصليبيون \" في الشام ؛ واقتحموا القدس وحوَلوها إلى مَجزرة .. وعندما وصلَ الخَبر بسقوط القدس إلى بغداد في رمضان ذَكرَ الواردون بالخبر كلاماً أبكى العيون وأدمى القلوب وقاموا بالجامِع يوم الجُمعةِ فاستغاثوا وبَكوا وأبكوا مِما حدثَ لذلِك البلد المُقدس مِن قتلِ رجال وسبي حريم ونهب أموال ؛ ولشّدةِ ما آلم بأهالي بغداد مِن هذا الكلام فطروا يَومهم .. ونحنُ اليوم نسمعُ عن تلكَ الأخبار كأي حدث آخر .. كتصفيات ستار أكاديمي \" والنومنيه \" أو طلب استقالةِ بعض مذيعات قناة الجزيرة \" فقط لأنهنّ طولِبنَّ بشيءٍ مِن الإحتشام .. وما هيّ إلا ذريعة ً لأن هناكَ عروض مُغرية قُدمت لَهنّ للعمل في فضائيةِ البرنس \" الوليد ابن طلال \" الفضائية \" وما أدراكَ ما الوليد .. فهو يتحدى حاتم الطائي بسخائه ومعن ابن زائِدة بحلمه وابن أياس بذكائِه والسمؤأل بأمانتهِ ( لاحظوا أهم شيءٍ أمانته .. في كللللل شيء ) أو تنافس القنوات على تقديم أفضل العروض لنقل نهائيات كأس العالم .. اين عروبتِنا ؟ أين إنسانيتِنا ؟ بل أين دماء المسلمين الحَرّى ؟ وما هي حياتنا إن دُعسّت كرامتنا بهذا الشكل آلاف المّرات أظن إن أحد أعرابَنا اللذين بصَقوا الكلام \" وهو ما نُجيده باحترافيةٍ عالية الجودة \" ( لا يسلم الشرفُ الرفيعُ مِن الأذى ** حتى يُراقَ على جوانبهُ الدّمُ ) ها هي اسرائيل تُحمّلنا عبأ ما قاله هذا \" الأشوس \" وتُخاطب قبره بصراخ الأرامل واليتامى وتكتب تلمودها بالدم المُراق .. الذي يُرادُ به المحافظة على الشَّرف الرفيع \" الذي قُطِع \" وتُعيدُ تَرميمَ الهيكل مِن عِظام الضَّحايا .. ولا زلنا نُردد مثلَ الببغاوات : ( بيضٌ صنائِعنا سودٌ وقائِعُنا ** خُضرٌ مرابِعنا حُمرٌ مواضينا ) وننادي ونستنكر ونشجب ونُدين هدم المسجدِ الأقصى .. ها هم توقفوا عن ذلِك لكنهم لم يتوقفوا عن هدم كينونتنا ومعانينا وأصبحنا كمن يعيشُ على خشبةِ مسرح العرائِس ابتداءً بأولي الأمر مِنّا كأننا دُمى بخيوطٍ يتحكموا بها هُم .. كلمات ؛ كلمات ؛ كلمات .. لا نُجيدُ غيرها ونجتّرها مِراراً وتِكراراً ؛ وتاريخٌ كما الدماء الجامدة في عُروق الجبان أو المُحنّط .. يتقدّمون في كلِ شيء ويزرعوا مِن جانبٍ آخر فتنةٍ ما يبثّها الإعلام اللذي يتحكمون في أكثرَ خيوطه .. كسياسةِ تلهيةٍ لِننشغلَ بِها ولكي تأخذ مساحة مِن تفكيرنا وتحليلنا ونبتعدُ عمّا هو مُخطط لنا .. فمرة ً يتّسع الحديث عن قيادة المرأة للسيارة وتبدأ المناظرات والتواترات والعداوات لأننا كعرب \" للأسف \" لا نعرف ماذا يعني النقاش إلا بالتطاول الخالي مِن الديالكتيك أو فتوى العبيكان في جواز إرضاع الكبيرالتي نفذ ماء البحر كمداد لكثرما كُتب عنها بين مؤيد ومُفند .. إضافة إلى ما ذكرته أعلاه مِن أخبار .. وقدْ تقرأوني وبعضكم يُمقتُ ما كتبت ولسانَ حالهِ يقول ( لقدْ تعبنا مِن هذه المتاهات والمشاكل والسياسة وما نحن بسياسيين ؛ ما الذي حدا بِك لكتابةِ هذا الكلام أيتها المرأة ؟ ألا تدعينا نُعانق الطبيعة ونتأمل الجمال ونكتبُ شِعراً ونغني ؟ دعينا نعيش مرتاحين \" ومزغططين \" وليالي الأنس في فيّنا دي فيّنا روضة من الجنة .. هه !!! مدينة سُكر وعربدة يُربط اسمها بالجّنة .. كم استأت من كلام تلك \" المُزغططة \" عندما سَمِعت الأغنية .. ماتت الحرية ... وُأدَت الحرية .. غرقتْ الحرية ويوم الحرية سيكون !!!! لأي شيء ... !؟ فقد فقدنا كل شيء لا تنسوا أننا دُمى على مسرح عرائِس وعلينا شنقِ ذواتِنا نحيباً وعويل .. دونَ أن نكتفي لحين نكبةٍ أخرى وااااا صلاح الدين \" الكُردي .. واااااا أردوغان التركي .. واااااكلااااوي الإنجليزي .. فقد حُنط المُعتصم العربي بمومياءِ الفراعنة .. لو تعلمون ؟؟؟ مكسبنا في العمليةِ هو إنه صارَ لدينا بحرَّين أحمَرين فالأبيض صارَ أحمر مِن دماءِ شُهداء \" الحّرية \" وسنلتقي عِندَ بوابةِ المَدافِن التي تتسِّعُ يوماً بعدَ يوم .. لاستقبالِ جنازاتٍ وجُثثٍ ماتتْ عشراتُ المرات .. وإلى هناكَ فالإختيارَ صارَ للموتِ الذي يُليقُ بِكل ضحية .. فأين يذهبونَ مِن بريقِ عينيّ أماً ثكلى يُنبيءُ بالثأر كلبوةٍ قُتلَ شِبلها .. ؟ أينَ يلوذونَ مِن أحشاءِ طفلٍ مَحشّوٌ بِمرِّ الرغيف .. ؟ كيفَ سيضحكونَ على مُسِّنٍ ينبشُ التُّرابَ بِهلاكٍ أصفر كي يواري ابنه ويُلحِقهُ بأخوتهِ وأبناء عمومتهِ وأصحابه .. ؟ متى دَسّتروا دساتيرهم لشّقِ البحاروإغراق الحرية ..؟ ألم يَعرفوا إن هذا مِن المُستحيل .. ؟ فهي غير قابلة للتداول والتسويف والإذلال والمساومة في ما يَجري داخل العروق الحُرّة .. إن الكلابَ تنبح وتقول لهم أنتم لستم أهل هذهِ الأرض \" أجلكم الله \" هه .. الكلابُ ترفضهم !!!!!!!!!!!! والسلامُ خِتام