أعلنت السعودية أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيزور كل من: مصر وسورية ولبنان والأردن بدءاً من غد (الأربعاء). وذكر بيان الديوان الملكي نقلته وكالة الأنباء السعودية أمس، أنه «بمشيئة الله تعالى سيقوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعتباراً من يوم الأربعاء المقبل 16/8/1431ه الموافق 28/7/2010 في طريق - عودته إلى المملكة إن شاء الله - بزيارات إلى كل من جمهورية مصر العربية الشقيقة، والجمهورية العربية السورية الشقيقة، والجمهورية اللبنانية الشقيقة، والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة» ويصل الملك عبدالله الى شرم الشيخ المصرية مساء غد الاربعاء للقاء الرئيس حسني مبارك. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط انه «ينتظر ان يكون الوضع في لبنان في مقدم المواضيع التي ستبحثها القمة الثنائية»، مشيراً إلى وجود «تنسيق مصري سعودي مستمر في هذا الموضوع المهم». وأوضح أبو الغيط في تصريحات على هامش القمة الافريقية في كمبالا أمس، أن «تطورات الوضع في لبنان تحظى بأهمية كبيرة لدى مصر من منطلق اهتمام القاهرة بلبنان واستقراره وعدم تعرضه لما يهدد السلم الأهلي فيه». وأكد أن مصر «ستواصل دعمها لبنان ومؤسساته لما فيه مصلحة اللبنانيين واستقرارهم وللحيلولة دون تبلور أي تهديدات تؤثر على تماسك جبهتهم الداخلية». وحول تقويمه للتجاذبات الحادة التي يشهدها لبنان حالياً على خلفية قضية المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، أعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن «من مصلحة جميع اللبنانيين التحلي بقدر من الهدوء، والابتعاد عن التهديدات لمصلحة مجتمعهم واستقرارهم وسلمهم الأهلي الداخلي». واعتبر ان «التلويح باستخدام القوة في الداخل اللبناني من جانب أي طرف ليس مقبولا ويجب عدم السماح بتكرار 7 أيار (مايو) مرة أخرى... ان استقرار لبنان ليس لعبة يمكن أن يتلاعب بها أي طرف، ويجب ان لا يكون أداة لتصفية مسائل إقليمية أو دولية». وكان الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله اعلن في سلسلة مواقف أخيرة ان قراراً ظنياً سيصدر عن المحكمة يتهم افراداً من الحزب بالضلوع في اغتيال الحريري، متهماً المحكمة بأنها «اسرائيلية» وان هدفها «ضرب المقاومة»، ومشدداً على ان حزبه لن يسمح بذلك. وفي شأن الموقف المصري من موضوع المحكمة الدولية، أوضح وزير الخارجية إن «مصر تابعت إنشاء المحكمة وعملها منذ البداية، ونحن نؤمن بأهداف المحكمة وبضرورة معرفة الحقيقة ومعاقبة الجناة، وهذا أمر مهم حتى لا تتكرر الاغتيالات السياسية في لبنان». وجدد القول إن مصر «تنظر باهتمام بالغ الى الاستقرار في لبنان»، وأعرب عن أسفه لأن «الكثير مما يتداول إعلامياً، إن لم يكن كله، يدخل في نطاق التسريبات والتخمينات التي قد تؤثر سلباً على الاستقرار ويمكن أن تبنى عليها مواقف اعتقاداً بأنها تعكس حقائق». وحذر من استباق الأحداث، وقال انه «سبق للمحكمة أن أطلقت سراح بعض الأشخاص وهذا أمر يحسب لصدقيتها، ويجب إذن عدم التسرع والتخمين والقفز إلى استنتاجات تقوض الاستقرار اللبناني الداخلي»، مضيفا: «لا أعتقد أن هناك طرفاً دولياً قادر على تعديل مسار عمل المحكمة، وعندما يصدر قرار اتهامي عنها سيجري تقويم الموقف والحكم على مدى صدقيته». وينتقل خادم الحرمين الى سورية الخميس والى لبنان الجمعة في زيارة قصيرة لساعات يلتقي خلالها الرئيس اللبناني ميشال سليمان. ولم يتضح بعد ما اذا كانت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد ستتزامن مع زيارة الملك عبدالله، لكن من المؤكد انه سيزور لبنان ايضاً قبل بداية شهر رمضان المبارك في 11 آب (اغسطس). وفي عمان، اعلن الديوان الملكي الاردني ان خادم الحرمين الشريفين سيصل عمان مساء الجمعة المقبل في زيارة تستغرق يومين. وصرح مصدر رسمي مأذون له ل «الحياة» ان الملك عبدالله الثاني سيستقبل ضيفه في مطار عمان مساء الجمعة في زيارة تنتهي يوم السبت. ومن المتوقع ان يجري الملكان مباحثات ثنائية وموسعة تتناول الملفات الساخنة في المنطقة وخصوصاً تطورات الاوضاع في الملف الفلسطيني وانسداد افق حل الدولتين بالاضافة الى الملف اللبناني في ضوء التجاذبات الجديدة في الساحة اللبنانية في شأن المحكمة الدولية. وفي القاهرة، ثمنت جامعة الدول العربية الجولة العربية التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تشمل مصر وسورية ولبنان والأردن مؤكدة أنها خطوة مهمة على طريق تعزيز التضامن العربي والمصلحة العربية بشكل جماعي. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي في تصريح له أمس أن الجامعة العربية تقدر وترحب باللقاءات العربية وبخاصة عندما تكون على مستوى القادة العرب لأن أي تواصل بين القيادات العربية يصب في النهاية في المصلحة والموقف العربي بشكل مباشر. وأوضح ابن حلي أن خادم الحرمين الشريفين معروف بحنكته وحكمته وبعد نظره وهو دائماً له جهود مقدرة معرباً عن أمله أن تكون هذه الجولة والزيارات واللقاءات مع القادة العرب ناجحة وأن تؤتي ثمارها ويكون لها نتائج ايجابية لإزالة أي غيوم تشوب سماء العلاقات العربية - العربية. وأكد نائب الأمين العام للجامعة العربية أن جولة خادم الحرمين الشريفين ستدعم الموقف العربي الذي يشكل الأساس لدعم العمل العربي المشترك.