تترقب الأوساط العالمية في قطاع البناء والتشييد انخفاضا جديدا في أسعار حديد التسليح بواقع 500 ريال للطن في غضون 30 يوما. وينتظر سعوديون توقفوا عن بناء منازلهم ضخ كميات كبيرة من حديد التسليح تكدست في المستودعات المحلية، قبل بدء العد التنازلي لخفض تسعيرة كتل الحديد المرتقبة عالميا. وتتطابق توقعات تجار حديد محليين مع قرارات سنتها مصانع الحديد التركية قضت بخفض أسعار منتجاتها بواقع 100 دولار للطن. ويخالف هذا الهبوط المفاجئ لتسعيرة أهم سلعة تعنى بقطاع البناء والتشييد التكتلات التي تقودها مصانع الحديد العاملة في السوق السعودي والتي تنادي إلى الإحجام عن البيع انتظارا لزيادة مرتقبة. وفي الوقت الذي سجلت فيه المصانع التركية الانخفاض الأول في أسعار الحديد، مع بروز المؤشرات التي تشير إلى هبوط أسعار خام الحديد عالميا، توقع خالد الدخيل احد تجار الحديد والرئيس التنفيذي لمجموعة المصدر الأول التجارية أن تنخفض أسعار الحديد عالميا بواقع 500 ريال للطن خلال الأسابيع المقبلة. لكن الدخيل استبعد تأثر الأسواق السعودية بالأسعار العالمية، قائلا \"انخفاضاتنا المحلية تأتي متأخرة بنحو شهرين من الانخفاضات العالمية، لذا فإن أي انخفاض عالمي لن يكون له تأثير كبير على التسعيرة المحلية\". وقال الدخيل أن أسعار الحديد العالمية اتخذت منحى تصاعدياً حادا خلال شهر مارس الماضي مدعومة بزيادة حادة في المواد الخام، حيث ارتفعت اسعار الخردة من 350 دولارا إلى 480 دولار للطن، كما ارتفعت اسعار تربة الحديد من 60 إلى 120 دولارا أي بمقدار 100%\"، مرجعا أسباب ارتفاع حديد التسليح الى الزيادة في التكلفة وليس بسبب الزيادة في الطلب. وأضاف الدخيل \"بسبب هذا الارتفاع المفاجىء والحاد خلال شهر مارس، قل الطلب عالميا على الحديد، وبدأت الأسعار في الإنحدار مع بداية شهر إبريل، متوقعا أن تنحدر الأسعار بشكل أفضل خلال شهر مايو المقبل ثم تعاود الارتفاع بشهر يونيو، وذلك بسبب الزيادة المتوقعة في أسعار تربة الحديد مجدداً. وزاد \"بالنسبة للسوق المحلي، ستظل الأسعار الحالية على ما هي عليه لمدة الأربعة أشهر القادمة، حيث إن الانخفاض في الأسعار العالمية لن يستمر لأكثر من شهرين وسيعاود الارتفاع بعدها\". وقال \"كون الأسعار المحلية تتبع الأسعار العالمية، ولكن بتأخير نحو شهرين، فإن السوق السعودي سيتذبذب بشكل أقل من التذبذب الحاصل في الأسعار العالمية\". وكانت المصانع التركية قد خفضت قبل نحو يومين أسعار تصدير كتل الحديد (البليت) بمقدار مائة دولار عن الأيام الماضية والذي خفضته بخمسين دولارا للطن. وعرضت تلك المصانع تصدير منتجاتها بسعر 530 دولارا، إلا أنها لم تجد إلا القليل من المشترين الذين وافقوا على الشراء بسعر 560 دولارا للطن بعد أن كانت أسعارها بداية الأسبوع الماضي تتجاوز 670 دولارا للطن. وتعتبر المصانع التركية المصدر الأول للحديد للسوق السعودي، حيث تستورد المصانع التركية خام الحديد من البرازيل لتقوم بتصنيع كتل الحديد ثم تصدره لمصانع الحديد السعودية التي تقوم بدرفلة كتل الحديد المستوردة من تركيا إلى حديد تسليح.