تراجعت أسعار الحديد في السوق المحلي عن معدلاتها السابقة بمعدل 100 ريال للطن، بعد الارتفاع الذي شهدته الأسعار خلال العام الماضي. وسيبدأ الموزعون لشركة «حديد» اعتباراً من اليوم البيع على عملائهم، وفق التسعيرة الجديدة، بعد أن انخفض سعر الطن من 1925 ريالاً ليصل إلى 1825 ريالاً، للمقاسات الأساسية «من 16 ملم إلى 32 ملم». ويتوقع أن تحافظ أسعار الحديد على معدل أسعارها الجديد خلال الشهرين المقبلين، في ظل انخفاض الأسعار العالمية للمواد الخام للحديد. وكانت «الرياض» قد نشرت الشهر الماضي توقعات متعاملين في سوق حديد التسليح رجحت فيها أن تشهد أسعار الحديد انخفاضاً في السوق المحلية، خلال الفترة المقبلة، بعد أن شهدت الأسعار العالمية للمواد الخام انخفاضاً في الأسواق الدولية. ويعتبر الانخفاض في الأسعار الأول من نوعه منذ الأزمة التي شهدها السوق المحلي خلال العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار الحديد، والتي أدت في حينها إلى تكبد المقاولين لخسائر كبيرة في عقود الإنشا والتشييد، بعد أن تجاوز الارتفاع توقعاتهم التي وضعوها عن احتساب التكاليف. وكانت الأسعار العالمية قد تراوحت خلال الأشهر الماضية بين 450 و420 دولاراً للطن الواحد، فيما تراجعت الأسعار لتصل خلال الشهر يونيو الماضي إلى 350 دولاراً للطن الواحد. وتعتبر شركة «حديد» التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» القائد لأسعار الحديد في السوق، حيث أن تثبيتها لأسعار الحديد خلال الأشهر الماضية حافظ على استقرار السوق على الرغم من الارتفاع الدولي للمواد الخام. وتسعى شركة «حديد» من خلال المبادرة في تخفيض الأسعار فور انخفاض أسعار المواد، للحفاظ على موقعها في السوق المحلية كقائد للأسعار، وعلى انخفاض أسعار منتجاتها في السوق، والذي ساهم بدوره في انخفاض أسعارها خلال الفترة الماضية عن الأسعار العالمية وأدى إلى توقف استيراد الحديد من الأسواق الخارجية، كما قلص نسبة الارتفاع في أسعار الحديد الذي تنتجه المصانع الأخرى في السوق المحلية. وأشار متعاملون في السوق أن نتائج انخفاض الأسعار العالمية لا تظهر في الوضع الطبيعي على السوق المحلي، قبل ثلاثة أشهر من تاريخ الانخفاض، وذلك لتأخر وصول الشحنات التجارية من الأسواق العالمية للحديد، بسبب إجراءات الشحن والتصدير والمدة التي تستغرقها تلك الشحنات في النقل من البلد المنتج. وكان السوق المحلي يترقب منذ نهاية شهر مارس الماضي ارتفاعاً في أسعار الحديد بعد أن قفزت أسعار المواد الخام للحديد وبلغت الزيادة في تلك الأسعار نحو 90٪ عن معدلاتها السابقة، كما شهدت أسعار الحديد الخردة الذي يتم توفيره من السوق المحلية ارتفاعاً بلغ نحو 50٪ عن الأسعار السابقة. ويعتمد السوق السعودي في وارداته من خام الحديد على السوق البرازيلي في مجال كريات الحديد، التي تعتبر المدخل الرئيسي في منتجات شركة «حديد»، وعلى كتل الحديد الجاهزة التي يتم استيرادها من السوق التركي.