كشف طبيب بريطاني مرموق أن شركات الأدوية لا ترغب في انفاق أموالها على ابحاث لإيجاد لقاح لمرض الإيبولا، وذلك كونه ينتشر فقط في بعض دول أفريقيا. فجَّر طبيب بريطاني مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه عن أن شركات تصنيع الأدوية لا توجد لديها رغبة في دفع أموالها من أجل إجراء أبحاث وتطوير لقاحات من شأنها معالجة فيروس الإيبولا المميت، وذلك لكونه يصيب ويقتل المواطنين الأفارقة فقط. وأضاف هذا الطبيب المرموق، ويدعى جون أشتون، وهو رئيس كلية الصحة العامة بالمملكة المتحدة، أنه لم يتم حتى الآن اكتشاف علاج لذلك المرض لأنه لم يصب سوى الأقليات العاجزة. وشبّه أشتون التعامل مع مرض الإيبولا بنفس التعامل الذي حدث مع مرض الإيدز، حيث لم يتم تطوير طرق علاجية لمرض الإيدز إلا بعد أن بدأ يصيب الأشخاص بالدول الغربية. وينتشر مرض الإيبولا، الذي لا يوجد له علاج أو لقاح حتى الآن وتسبب في قتل ما يصل إلى 90 % من ضحاياه، في دول بغرب أفريقيا منها غينيا، سيراليون، نيجيرياوليبيريا. وتأكدت وفاة 729 شخصاً من أصل 1329 شخصاً أصيبوا بذلك المرض القاتل، وهي الأعداد التي تجعل من هذا التفشي هو الأكبر من نوعه على مدار التاريخ. وعاود أشتون ليقول في هذا السياق: "يجب أن نتعامل مع تلك الحالة الطارئة كما لو أنها قد حدثت في كينسينغتون، تشيلسي وويستمنستر. كما يتعين علينا أن نواجه فضيحة عدم رغبة شركات تصنيع الأدوية في الاستثمار بحثياً لتطوير علاجات ولقاحات، من منطلق أنهم يرون أن أعداد المصابين صغيرة، ما يبرر رفضهم الاستثمار". وأكمل أشتون حديثه بالقول: "ويمكنني القول إن ذلك هو الإفلاس الأخلاقي للرأسمالية الذي يتصرف في غياب إطار عمل يتسم بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية". كما حذرت مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، من أن الفيروس يتحرك الآن بشكل أسرع من الجهود التي يتم بذلها من أجل احتوائه وفرض السيطرة عليه. وأضافت: "يمضي هذا التفشي بمعدل أسرع من الجهود التي نبذلها للسيطرة عليه. وإن استمر تدهور الوضع، فقد تصبح العواقب كارثية من حيث عدد الوفيات، حدوث تشوش حاد على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي وسرعة انتشار المرض لدول أخرى". وخلال اجتماع لها في عاصمة غينيا، كوناكري، أخبرت تشان رؤساء غينيا، سيراليون، ليبيريا وساحل العاج بأن هناك إمكانية لوقف الفيروس، وأن الممارسات الثقافية كطرق الدفن التقليدية من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء انتشار المرض.