في هذا التقرير يكشف فريق طبي عن مشاهد مروعة عايشها طاقم الأطباء والتمريض في أقسام الطوارئ خلال معركتهم الضروس لاحتواء تفشي فيروس الايبولا في غينيا وفي غربي أفريقيا عموماً. ويصف ناوفيل دريدي، الذي يعمل ضمن منظمة «أطباء بلا حدود» معاناة المرضى الذين وقعوا ضحايا لهذا الفيروس الاستوائي والصعوبات التي تواجه الفرق الطبية في معالجة المرضى. وفيات بالتتابع ويقول دريدي وهو طبيب فرنسي (41 عاما) عمل على تنسيق أعمال الإغاثة الطبية الخيرية في غينيا انه طوال عمله الممتد لثلاثة عشر عاما لم يشهد وفيات بإعداد كبيرة خلال وقت قصير كما يحدث الآن. ويبلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس 122 وبينما بلغ عدد القتلى 80 ، ويقول:» بينما تقوم بتقديم كأس عصير أو ماء أو أي شيء آخر يطلبه احد المرضى فانه يلفظ أنفاسه بين يديك. وقبل أن تضع جثمانه داخل كيس، تجد أن مريضا آخر خلفك قد توفي، ثم يتبعه آخر وهكذا.» وينتقل فيروس الايبولا من الحيوان إلى الإنسان وخاصة عبر خفاش الفاكهة، وينتشر المرض في شكل وباء في الغابات المطرية في وسط وغربي أفريقيا. لا علاج لا وقاية ويصاب المريض الذي يلتقط العدوى بالحمى المصحوبة بآلام في العضلات وصداع حاد والتهاب في الحنجرة، ويعقب ذلك قيء وإسهال وقصور في وظائف الكلى والكبد. وفي بعض الحالات يصاب المريض بنزف داخلي وخارجي، ويمكن أن ينتقل هذا المرض الشديد العدوى والمؤلم غاية الإيلام إلى الشخص السليم من خلال ملامسة جثث من يموتون بسببه. ولا يوجد علاج للفيروس، ولا لقاح للوقاية منه. ويعد تفشي الايبولا الأول من نوعه في غربي أفريقيا في غضون عقدين والأول في غينيا. ممنوع الدخول وتسعى دول أخرى في غربي أفريقيا، مثل سيراليون وليبيريا حيث تم اكتشاف حالات مشتبه فيها، إلى احتواء المرض من خلال فرض قيود صحية مشددة على التنقل والسفر. وبينما قررت المملكة العربية السعودية وقف إصدار تأشيرات عمرة وحج للحجاج للقادمين من غينياوليبيريا، فرضت المغرب ضوابط صارمة لمنع وصول المرض إلى أراضيها. ويرتدي طاقم الأطباء والممرضين العاملين مع منظمة أطباء بلا حدود ملابس واقية من الرأس وحتى أخمص القدمين لمنع انتشار المرض وأوضحوا للسكان المحليين بلا مواربة انه لا تتوفر أدوية لعلاج الفيروس. وقال إنه يتعذر على الأطباء والأهالي نقل مرضاهم إلى خيام معزولة لمنع انتقال المرض إلى الأصحاء وأضاف،» إنهم يعلمون اننا نستطيع علاج الأعراض لا الفيروس. وبقاء المصاب على قيد الحياة يتوقف على قدرة جسمه على مقاومة المرض. كارثة إنسانية متوقعة ويقول برونوجوكوم مدير عام منظمة أطباء بلا حدود إن من الملاحظ أن المرض انتشر في العديد من المناطق وخاصة في كوناكري التي تؤوي مليوني نسمة، الأمر الذي يستدعي التعامل معه بجدية. وبدوره يقول بن نيومان، أستاذ علم الفيروسات بجامعة ريدنغ، إن من المقلق حقا أن الفيروس ينتشر من المناطق السكانية المتفرقة في الغابات إلى العاصمة كوناكري حيث تبلغ الكثافة السكانية 10,000 في كل كيلو متر مربع. وعليه فان تفشي المرض هناك سيشكل كارثة إنسانية بحق وحقيق. وقد أثار انتشار واحد من أكثر الفيروسات فتكا في العالم قلق العديد من دول الجوار ذات البنى الصحية الضعيفة. فقد أغلقت السنغال حدودها مع غينيا. وفي ليبيريا حيث يشتبه في وجود سبع إصابات، اقترح البرلمان على الحكومة إعلان حالة الطوارئ في البلاد ما يعنى أن على السلطات إغلاق حدود البلاد مع غينيا وسيراليون وساحل العاج ، إذا ما أجاز ايلين جونسون سيرليف الاقتراح اليوم الخميس. أفراد طاقم تابع لأطباء بلا حدود يرتدون القفازات قبل التعامل مع المرضى عيادة ميدانية لعلاج المرضى ولكن من الأعراض فقط ممرضة تفحص مريضة مصابة بالإيبولا