جددت شرطة مقاطعة إسيكس البريطانية مطالباتها لشهود العيان، الذين ربما يكون تصادف وجودهم في واقعة مقتل الطالبة السعودية ناهد المانع، بالإدلاء بما لديهم من معلومات لضمان اصطياد الجاني الذي لم يتم العثور عليه حتى الآن بعد مرور أسبوعين كاملين على الواقعة. وبحسب ما ذكرته صحيفة "إسكس كاونتي ستاندرد"، وقع كل من كبار مسؤولي شرطة إسيكس وسياسيين كتاب تعازي تكريمًا للطالبة السعودية ناهد، الأربعاء (2 يوليو 2014). وعثرت الشرطة على جثة ناهد التي جاءت إلى بريطانيا قبل ستة أشهر من وفاتها، ملطخة بالدماء، الثلاثاء (17 يونيو 2014) في تمام الساعة 10:40 بتوقيت بريطانيا. وأعلنت الشرطة رسميًّا بعد انتهاء التشريح عن أن السبب وراء الوفاة هو الجروح التي أصابت المجني عليها بسبب طعنات السكين. وقالت إن الجاني أصاب الفتاة بجرحين غائرين كانا كافيين للقضاء على حياتها، إلا أن مجمل ما تلقته الضحية 16 طعنة في أماكن متفرقة من الجسد: الرقبة والرأس والذراع. وأفصحت الشرطة عن مزيد من المواصفات لأشخاص تريد التحدث معهم وبعض الشهود المهمين، الذين كانوا بجوار منطقة سالاري بروك تريل في جرينستيد، حيث تم الغدر بالمبتعثة، وفي نفس وقت فتك الجاني بها. على صعيد آخر، ذكرت شرطة إسيكس أنها لم تعثر حتى اللحظة على السلاح الذي تم استخدامه في الجريمة، كما يظل دافع ارتكاب الجريمة لغزا لم يتم حله. كما أكد رئيس المباحث ستيف وورن، الذي يقود التحريات الجارية، أن قاتل ناهد لن يتم القبض عليه دون تعاون سكان مقاطعة كولشستر، مشيرًا إلى أن كل معلومة حتى وإن ظنها البعض غير مهمة، هي حيوية للغاية في التحقيق. كان أكثر من 300 ألف شخص شاهدوا فيديو المشتبه به في قتل المبتعثة ناهد المانع الزيد، الذي رفعته شرطة إسيكس على صفحتها في موقع "يوتيوب"، لكن أحدًا لم يُعلِّق على الفيديو أو يدلي بأي معلومات تفيد في الوصول إلى الجاني. على الرغم من أن قتل ناهد تسبب في شعور سكان كولشستر بمقاطعة إسيكس بالصدمة والحزن، وتأكيد الخبراء أن قاتلها لن يتوقف عن القتل وضرورة تعاون السكان مع الشرطة في العثور على الجاني؛ فإن حالة من التكتم تخيِّم على سكان البلدة. ولا يُعد هذا التكتم غريبًا على سكان البلدة؛ إذ أن رجلاً يُدعى جيمس أتفيلد سبق ناهد إلى الموت بالطريقة نفسها التي طُعنَت بها في مارس الماضي، ومنذ ذلك الحين لم تعثر الشرطة على قاتله؛ لعدم كفاية المعلومات. وفي وقت سابق، قال أول شاب ذهب لمساعدة المبتعثة المغدورة، حينما رآها غارقة في دمائها؛ إنه مصدوم من رد فعل المارة في الطريق الذي تعرضت فيه المبتعثة للطعن، حيث لم يحاول أي أحد أن يقدم لها المساعدة وهي تحتضر، علاوةً على اعتقاده أن الكثير قد سبقوه وعبروا الطريق نفسه قبل مجيئه، لكن أحدًا لم يكلِّف نفسه الاتصال بالشرطة أو تقديم يد العون للمبتعثة.