عبرت الأممالمتحدة يوم السبت عن رفضها الشديد لتلميحات بأنها تفسح الطريق بصورة أو بأخرى للسماح بشن ضربات جوية أمريكية في سوريا وقالت إن أعمالها الإنسانية ستستمر في البلاد. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الأممالمتحدة للصحفيين "رأيت جميع أنواع التقارير التي تلمح إلى أن مغادرة فريق الأسلحة الكيماوية يفسح المجال بطريقة أو بأخرى أمام اتخاذ إجراء عسكري من نوع ما." وأضاف "بصراحة هذا سخف وإهانة لما يربو على ألف موظف من موظفي الأممالمتحدة في الميدان بسوريا يقدمون المساعدات الإنسانية وسيواصلون تقديم المساعدات الحيوية." ***** ووصل خبراء الأممالمتحدة إلى هولندا ومعهم الأدلة التي جمعوها في تحقيقهم في هجوم بالغاز السام في سوريا. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت أيضا إنه قرر أن الولاياتالمتحدة يجب أن تضرب أهدافا تابعة للحكومة السورية ولكنه سيطلب إجراء تصويت في الكونجرس على أي عمل عسكري. وأكد نسيركي أن المفتشين سيعودون لاحقا للتحقيق في مزاعم أخرى بشن هجمات بالغاز السام في سوريا خلال الحرب الأهلية المستمرة من عامين ونصف العام. ورد نسيركي أيضا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة والتي قال فيها إن خبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة لا يمكنهم تقديم أي معلومات جديدة لم ترد إلى الولاياتالمتحدة بالفعل. وتحمل واشنطن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الهجوم الذي وقع الأسبوع قبل الماضي والذي قالت واشنطن إنه أودى بحياة ما يزيد على 1400 شخص. وقال نسيركي "بعثة الأممالمتحدة هي وحدها التي تستطيع أن تحدد بطريقة نزيهة وذات مصداقية الوقائع الخاصة بأي استخدام للأسلحة الكيماوية بالاستناد المباشر إلى الأدلة التي جرى جمعها على الأرض." وتلقي حكومة الأسد وروسيا مسؤولية الهجوم الكيماوي المزعوم الذي وقع في الأسبوع قبل الماضي على مقاتلي المعارضة. وقال دبلوماسيون من الأممالمتحدة لرويترز يوم الجمعة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون أوضح لمندوبي الدول الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن -بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة - أن الأمر سيستغرق نحو أسبوعين لإعداد التقرير النهائي للمفتشين. وسئل نسيركي عن مدى قانونية أي عمل عسكري ضد سوريا بدون الحصول على تفويض من مجلس الأمن. ورد المتحدث قائلا "أكد الأمين العام على أهمية ميثاق الأممالمتحدة." وينص ميثاق الأممالمتحدة على أن مجلس الأمن يجب أن يصدر تفويضا بأي عمل عسكري لا يتضمن الدفاع عن النفس. وقال أوباما يوم السبت إنه يشعر "بالارتياح إزاء المضي قدما بدون موافقة مجلس أمن دولي مصاب بالشلل التام حتى الآن ويفتقر إلى الرغبة في محاسبة الأسد." وأضاف "في حين أن الأممالمتحدة أمامها بعض الوقت لإصدار تقرير بشأن نتائج تحقيقها سنصر على أن أي عمل وحشي يرتكب بأسلحة كيماوية لا يكفى التحقيق فيه... بل يجب مواجهته." ومن المقرر أن يحدد المفتشون فقط ما إذا كانت هناك أسلحة كيماوية استخدمت الأسبوع قبل الماضي وفي هجمات أخرى مزعومة بالغاز السام وليس من استخدمها. وسئل نسيركي عن السبب في أن الأممالمتحدة لم توسع نطاق التفويض ليشمل تحديد المسؤولين عن أي هجمات كيماوية. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة "التفويض هو التفويض. وسيلتزم الفريق والأمين العام بذلك التفويض." وأضاف "التفويض مناسب ويمكن الأممالمتحدة من تقديم صورة لما حدث بطريقة نزيهة وذات مصداقية". وقال "دعونا لا ننسى أن هناك علماء وخبراء فنيين وطبيين تحدوا رصاص القناصة للسعي إلى جميع العينات ومقابلة بعض شهود العيان والناجين."