أشارت شبكة Real News Network، الأمريكية المستقلة إلى أن سياسة إدارة أوباما التي صرح بها دون مواربة مستشار السياسة الخارجية الصهيوني دانييل بايبس الذي أصبح له نفوذ كبير في دوائر الخارجية الأمريكية، وتلك السياسة التي أعلن عنها الأخير هي أوضح استراتيجية معلنة للولايات المتحدة دون عبارات دبلوماسية مموهة، وترتكز على إدامة الصراع في الأزمة السورية دون انتصار أي طرف وضمان ذلك بوقف أو تزويد الطرف الآخر بالسلاح لمنع ما يرجح كفة طرف على طرف آخر. ويطالب بايبس بإدامة الاقتتال بين "قوى الشر" ففي ذلك خطر أقل علينا (أي الولاياتالمتحدة وإسرائيل) وعلى الولاياتالمتحدة أن تحافظ على وضع الاقتتال الراهن بمساعدة الطرف الذي يقترب من خسارة الحرب الأهلية في سوريا لإطالة النزاع". ونشر بايبس تلك التوجهات التي ينصح بها يوم 11 أبريل، وسارع يوم 17 أبريل بالتبجح بالفضل لافكاره كونها أصبحت السياسة التي يتبناها أوباما وهي دعم أي طرف خاسر ليتواصل النزاع. ويستشهد بايبس بصحيفة وول ستريت جورنال التي كشفت موقف كبار مسؤولي إدارة أوباما وهو أنهم لا يريدون نصرا عسكريا مباشرا للمعارضة السورية في الوقت الراهن لأنهم يعتبرون أن "الأشخاص الجيدين لن ينتهي بهم الأمر في قيادة القوى المنتصرة". ويشير عمر ضاحي برفسور مساعد في الاقتصاد في كلية هامبشاير وهو محرر دورية تقرير الشرق الأوسط- ميدل ايست ريبورت، إلى أن بايبس ينطق بوضوح ودون مواربة بمحاور السياسة الأمريكية إزاء الصراع في سوريا. ويضيف أن نظام الأسد يعادي إسرائيل والولاياتالمتحدة لفظيا فقط دون أن يشكل أي خطر على كيان إسرائيل والولاياتالمتحدة ولا يعترض بايبس على تزويد روسيا والصين وإيران للنظام السوري بالاسلحة طالما أن ذلك سيمنع الإطاحة به، مثلما يؤيد تسليح المعارضة من قبل دول عديدة طالما أن السلاح لن يكون كافيا لاقتلاع النظام ولا يمكن استخدامه مستقبلا ضد اسرائيل وهو أمر شعر به مقاتلو المعارضة وقادتها من خلال تقييد نوعية السلاح الذي يصلهم وانتقاء جماعات معينة يسهل السيطرة عليها من جانب الولاياتالمتحدة. كما أن خطط الولاياتالمتحدةوروسيا تقتضي بالمحافظة على مناق نفوذ لكل جانب مع ما يترتب عليها من إبادة إثنية من الطرف المسيطر، وبالتالي ستتواصل عمليات القتل في مناطق نفوذ كل طرف لتتكرر كارثة إنسانية هائلة بعد أن تحقق هدف استراتيجي لإسرائيل وأمريكا وهو وضع نظام الأسد تحت حصار ومقاطعة دائمين فضلا عن انتهاء دعم النظام لكل من إيران وحزب الله. ويضيف ضاحي أن الحل الواقعي هو وقف القتل وسفك الدماء بالتراجع عن إصرار المعارضة على تنحي رأس النظام لقاء تحقيق تسوية سياسية بغرض وقف الكارثة الإنسانية المتواصلة، ولذلك فإن إصرار بعض المعارضة الخارجية على مواصلة الصراع بالرغم من شقاء الملايين وتعرضهم لمعاناة مستمرة في تدبر شؤون طعامهم وحياتهم في ظروف تشمل تشريد الملايين ومواصلة سفك الدماء هو موقف معيب أخلاقيا.