فيما تبحث ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما أسوأ السيناريوهات المحتملة في سوريا يبرز أحد هذه السيناريوهات.. حرب أهلية تتطور الى صراع بالوكالة بين العرب والغرب من جهة وروسياوايران من جهة أخرى. ويؤكد مسؤولون أمريكيون أنهم لا يريدون القيام بدور عسكري في سوريا. ولكن بعد أن فشلت جهود قادتها الولاياتالمتحدة ودول عربية للتوصل الى توافق في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بعد استخدام كل من روسيا والصين حق النقض ضد مشروع القرار يقول بعض المحللين ان مخاطر أن ينقسم المجتمع الدولي الى فريقين بسبب حرب مثيرة للانقسامات تتزايد. وقال أندرو تابلر خبير الشؤون السورية بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى: هناك خطر بأن يتحول الامر الى صراع بالوكالة. انه يسير في هذا الاتجاه بالفعل. وأضاف : أعتقد أننا سنرى الآن دولا مختلفة بالمنطقة تراهن على الجيش السوري الحر. الأسلحة تدخل من لبنان بالفعل. وسنرى الآن المزيد يدخل من الاردن وتركيا والعراق او من روسيا. الجميع سيبدأون العمل في هذا المناخ. ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يركزون على حشد الدعم للمعارضة السورية المحاصرة وربما توفير الاغاثة الانسانية للاجئين فيما يشتد القتال. .من ناحية أخرى تقول روسياوايران انهما تحثان دمشق على اجراء اصلاحات وأحجم الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يخوض انتخابات الرئاسة لولاية ثانية في نوفمبر عن الانخراط بعمق في سوريا التي هي لغز سياسي معقد قابل للاشتعال يمثل تهديدا محتملا لحلفاء الولاياتالمتحدة ومن بينهم اسرائيل وتركيا والاردن. لكنهما ترفضان ما وصفتاه بمحاولة يشرف عليها الغرب للاطاحة بحكومة واحدة من أوثق حلفائهما. ويخشى البعض في واشنطن من أن يتجه الوضع في نهاية المطاف الى حرب بالوكالة على غرار الحرب الباردة. وقال تابلر: في الوقت الحالي لا تجري مناقشة هذا الامر... هذا لا يعني أنه لن يطرح في مرحلة ما. وأحجم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يخوض انتخابات الرئاسة لولاية ثانية في نوفمبر عن الانخراط بعمق في سوريا التي هي لغز سياسي معقد قابل للاشتعال يمثل تهديدا محتملا لحلفاء الولاياتالمتحدة ومن بينهم اسرائيل وتركيا والاردن. وعبرت تركيا التي لها حدود طويلة مع سوريا عن غضبها من أعمال العنف وطرحت فكرة انشاء ممرات انسانية لحماية النازحين ووقف اراقة الدماء. وفرضت قوى غربية بينها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات اقتصادية للضغط على الاسد وعزل حكومته. وكان أوباما قد دعا الاسد الى التنحي. ولم تظهر روسيا التي تبيع السلاح لسوريا ولها قاعدة عسكرية على ساحلها المطل على البحر المتوسط اي مؤشرات على التخلي عن حليفتها. وقام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بزيارة دمشق الثلاثاء وقال ان الاسد ملتزم بوقف العنف وسيجري قريبا اصلاحات سياسية. وكان الاسد قد وعد بهذه الاصلاحات فيما مضى لكنه لم ينفذها. كما تقف ايران بجانب سوريا التي ساعدتها طويلا في دعم حزب الله في لبنان المجاور واتهمت واشنطن بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة. وتبدو خطط واشنطن بشأن سوريا محدودة حتى الان. وبعد الفيتو المزدوج لروسيا والصين في مجلس الامن أشارت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاحد الى أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع حلفائها لتشديد العقوبات ومساندة التحول الديمقراطي في سوريا دون دعم المجلس الدولي. لكن الكثير من المحللين يرون أن اتساع نطاق أعمال العنف قد يجبر واشنطن وحلفاءها في النهاية على بحث اتخاذ خطوات اضافية ربما تكون محفوفة بمخاطر سياسية حتى اذا لم تشارك قوات أجنبية مشاركة مباشرة. وقال السناتور الجمهوري جون مكين عضو مجلس الشيوخ الامريكي :أعتقد أن علينا أن نساعدهم وأعتقد أن علينا أن نبحث عن سبل لمساعدتهم, مشيرا الى أنه على اي مجموعة عمل حول سوريا بحث كل الخيارات بما في ذلك المساعدة العسكرية. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض فيكتوريا نولاند ان الولاياتالمتحدة لا تعتقد أن تسليح المعارضة هو الحل. وأضافت :لا نعتقد أن ارسال المزيد من الاسلحة الى سوريا هو الحل... الحل هو بدء حوار وطني ديمقراطي حتى يتوقف العنف وتنسحب دبابات النظام من المدن ومن ثم يتمكن المراقبون من العودة مجددا. وقال شادي حامد خبير شؤون الشرق الاوسط في مركز بروكنجز الدوحة ان هذا تفكير ينطوي على مسحة من التمني. وأضاف :لا أتوقع أن يستسلم النظام السوري. أعتقد أنه سيخوض هذه المعركة حتى اخر قطرة دم وهذا لا يشعرني بالتفاؤل بشأن حل سياسي. ولا يرى كل المحللين أن نشوب صراع بالوكالة احتمال مرجح ويشيرون الى المخاطر السياسية التي ينطوي عليها بالنسبة لاوباما والجماهير الامريكية التي سئمت الصراعين الطويلين في كل من العراق وأفغانستان. وقد تجد المخاوف الامريكية من التدخل في سوريا صدى في موسكو اذ قد لا يترجم احباطها أهداف الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة الى دعم مستديم لحكومة الاسد وفقا لما ذكره انتوني كوردزمان وهو محلل كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. وقال كوردزمان :هناك مصالح روسية معرضة للخطر لكنها ليست مصالح روسية حيوية. وأضاف :من المؤكد أن روسيا ستحاول البحث عن طريقة لمعالجة هذه القضية التي تظهر أن روسيا تتمتع بنفوذ يكفي لان يكون عنصرا حاسما. لكنها تريد ايضا أن يتحقق استقرار واسع النطاق.