وقعت مساء أمس مواجهات عنيفة بين نزلاء المخيم وأجهزة الأمن الأردنية دفع الحكومة إلى إرسال المدرعات التي اقتحمت أطراف المخيم بينما تولى عناصر الأمن إطلاق النار والقنابل الغازية واشارت وكالة أ ف ب إلى جرح 10 من رجال الأمن الأردنيين بينهم 2 إصابتهما "سيئة جداً" مساء أمس الجمعة، عندما اندلعت أعمال شغب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة، بعد إحباط محاولة تهريب عدد من اللاجئين، حسب ما أفاد مصدر أمني أردني. وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن "أعمال شغب اندلعت مساء أمس في مخيم الزعتري، نتيجة إحباط قوات الأمن الأردنية محاولة لتهريب عدد من اللاجئين السوريين إلى خارج المخيم". وأضاف إن "نحو 100 لاجىء قذفوا قوات الأمن والدرك بالحجارة ما أدى إلى إصابة 10 في صفوف قوات الأمن، 2 منهم من قوات الدرك وحالتهم سيئة جداً". من جهته، أكد الناطق باسم شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود أن "قوات الأمن اعتقلت عدداً من مثيري الشغب من اللاجئين السوريين، بعد أن قاموا بالاعتداء على رجال الأمن احتجاجاً على وجود ساتر أمني يمنع أي محاولات تهريب وتسلل إلى خارج المخيم" وفقا ما نقلته صحيفة الحياة. و كتبت سامية حدادين في موقع الحقيقة عن اقتحام مدرعات النظام الأردني هذا المساء أطراف مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين في منطقة المفرق شمال الأردن ، بينما قام عناصر أمن المخيم من المخابرات بإطلاق النار في الهواء وإلقاء كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع داخل المخيم لتفريق الآلاف من نزلائه الذين هبوا غضبا في تظاهرة استنكارا للجريمة التي ارتكبها أحد عناصر أمن المخيم من المخابرات الأردنية. وبحسب الموقع المذكور فقد كان غضب نزلاء المخيم انفجر مساء اليوم عند اكتشاف قيام أحد عناصر المخابرات الأردنية باعتداء جنسي على إحدى الفتيات السوريات اللاجئات ! وقالت مصادر محلية ل"الحقيقة" إن عناصر أمن المخيم من أجهزة المخابرات طلبوا مؤازرة عسكرية من الحكومة، ما دفع هذه الأخيرة إلى إرسال المدرعات التي حاصرت المخيم واقتحمت بعض أطرافه ، بينما كان عناصر المخابرات والدرك يطلقون النار بغزارة في الهواء ويلقون القنابل الغازية بكثافة قبل أن يعتقلوا عددا من اللاجئين واقتيادهم إلى مكان مجهول. وأكد المصدر أن هناك العشرات من الإصابات بالإغماء وسط اللاجئين، لاسيما الأطفال، بينما تحدثت معلومات أخرى عن مقتل أحد عناصر الاستخبارات الأردنية على أيدي اللاجئين، لكن لم يكن ممكنا التأكد من ذلك. وجاء في آخر المعلومات أن السلطات الأردنية أقدمت على قطع التيار الكهربائي من أجل السيطرة على الوضع، بينما اندلعت النيران في عدد من الخيم دون أن يكون معلوما سبب اشتعالها، إلا أن المواجهات لم تزل مستمرة حتى ساعة نشر هذا التقرير بين اللاجئين وعناصر المخابرات الأردنية، حيث يقوم اللاجئون بإلقاء الحجارة على عناصر الأمن، بينما يرد هؤلاء بالرصاص المطاطي. وعلمت"الحقيقة" من مصادر أردنية أن أجهزة المخابرات تتحضر لشن "غارة" على المخيم فجر السبت، بعد أن تتأكد من نوم نزلائه، بهدف اعتقال عدد آخر من اللاجئين وفق قوائم مسبقة جرى إعدادها نهار اليوم .