قتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، في تفجير جامع الإيمان وسط دمشق. كما قتل 15 شخصا على الاقل في ذات التفجير، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس. وقال المرصد "لقي الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي مصرعه إثر الانفجار الذي استهدف جامع الايمان في حي المزرعة في مدينة دمشق منذ قليل، كما سقط ما لا يقل عن 15 مواطنا وعشرات الجرحى خلال التفجير". وقالت وكالة الأنباء السورية إن التفجير نفذه انتحاري خلال إعطاء البوطي درسا دينيا داخل المسجد. وعرضت قناة "الاخبارية" السورية لقطات من داخل المسجد، ظهر فيها العديد من الجثث على الارض، في حين تولى مسعفون رفع عدد من الجثث الاخرى، بينما تولى آخرون رفع الاشلاء عن الارض ووضعها داخل اكياس رمادية اللون. من جهته نفى الجيش السوري الحر، في اتصال مع “العربية"، ضلوعه في تفجير دمشق الذي راح ضحيته الشيخ البوطي. واظهرت لقطات اخرى عددا من المسعفين وهم ينقلون الجثث الى خارج المسجد الذي اصيبت قاعته الداخلية باضرار كبيرة، في حين انتشرت بقع كبيرة من الدماء على الارض المغطاة بالسجاد. والبوطي من مواليد عام 1929 كان من أبرز الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومن أشد المدافعين عنه. وكان شبه في ديسمبر الماضي مقاتلي الجيش السوري بأصحاب نبي الإسلام محمد، وقال إنهم يقومون بمهام يجب أن تنفذ في البلاد. وعبّر رجل الدين السوري عن حزنه لأنه يكتفي بمشاهدة ما يفعله مقاتلو الجيش السوري من دون أن يتمكن من مشاركتهم. ودعا البوطي الله أن يؤيد أفراد الجيش السوري وقادته بالتوفيق والسداد، وقال " والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله إلا أن يتّقوا حق الله في أنفسهم." والبوطي هو عالم متخصص في العلوم الإسلامية، وكان يعتبر من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي. تلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر. وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة، له أكثر من ستين كتاباً تتناول مختلف القضايا الإسلامية. وأثارت عدة فتاوى أصدرها البوطي حفيظة المتظاهرين في مدينة دير الزور، ما دعاهم إلى إحراق كتبه في جمعة "أحفاد خالد". وكان أغرب هذه الفتاوى الصادرة عن الدكتور البوطي، بحسب رأي الكثير من المحتجين، إجازته السجود على صور الرئيس السوري بشار الأسد. وجاءت فتوى البوطي رداً على سؤال وُجِّه له عبر موقع "نسيم الشام" من سائل من دوما يسأل عن حكم الإثم الذي لحقهم بعد إجبار الأمن لهم بالسجود على صورة بشار، وأجاب البوطي بقوله: "اعتبر صورة بشار بساطاً.. ثم اسجد فوقه". ومن المواقف الشهيرة لتجاوز البوطي في حبه لحافظ الأسد عندما قال مرة بعد وفاة باسل الأسد: "إنني أراه من هنا في الجنة جنباً إلى جنب مع الصديقين والأنبياء".