أثار الاهتمام العالمي المنصب على تلميذة باكستانية أطلقت حركة طالبان النار عليها غضبا بين العديد من الأفغان الذين شعروا بالاستياء لما وصفوه بأنه رد غير متكافئ على محنة النساء والأطفال في بلدهم. وكانت التلميذة الباكستانية ملالا يوسف زاي والتي أطلق مسلحون من حركة طالبان النار عليها لدفاعها عن تعليم الفتيات نقلت جوا من باكستان إلى بريطانيا لتلقي العلاج بعد الهجوم الذي وقع هذا الشهر وأثار إدانة واسعة النطاق وتدفقا للتأييد الدولي. وقالت ايلاي ارشاد التي تمثل قبائل الكوتشي البدوية في البرلمان الأفغاني لرويترز "تنتهك فتاة أفغانية أو تغتصب أو يلقى حامض على وجهها وتشوه في كل يوم لكن أحدا لا يتذكر أو يعترف بهؤلاء الفتيات." وأضافت ارشاد مكررة مخاوف نساء أفغانيات أخريات بارزات أن الحكومة لا تبد اهتماما حقيقيا بحقوق المرأة لكنها تستخدم الموضوع لتحقيق مكاسب سياسية ولتملق داعمين غربيين وهو زعم تقول كابول إنه غير صحيح. وأدان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي مرارا إطلاق النار على ملالا واستخدم القضية لالقاء الضوء على حقوق المرأة في بلاده وقال الأسبوع الماضي "يا شعب أفغانستان.. انظروا إلى هذه المحاولة على أنها ليست فقط ضد (ملالا) لكنها أيضا ضد كل الفتيات الأفغانيات." وآخر مرة اقترب فيها كرزاي هذا العام من إدانة العنف ضد النساء في أفغانستان بنفس القدر الذي أدان به ما حدث مع ملالا كانت في يوليو تموز عندما أعدم مسلحون علنا أفغانية تبلغ من العمر 22 عاما وتدعى نجيبة لاتهامها بالزنا مما أثار موجة غضب دولية. وقالت ارشاد "إذا كان الرئيس لا يهتم بالأفغانيات بشكل عام فلماذا يهتم بأمر ملالا فجأة؟ لا يسعى أحد (هنا) إلى العدالة بمجرد ابتعاد كاميرات التلفزيون." وقدمت الامارات الطائرة التي نقلت ملالا إلى بريطانيا بينما قال مسؤولون بريطانيون إن الحكومة الباكستانية ستدفع فاتورة علاجها الذي سيستغرق فترة طويلة في برمنجهام. وقال كرزاي لنظيره الباكستاني اصف علي زرداري إن الهجوم دليل على أن كلاهما بحاجة لمواجهة عدو مشترك في خطوة اعتبرت على نطاق واسع محاولة لتهدئة العلاقات بين الجارتين وسط مشاحنات بسبب قصف باكستاني على طول الحدود المضطربة بين البلدين. واستعادت الأفغانيات حقوقا أساسية في التعليم والتصويت والتوظيف منذ الاطاحة بطالبان من السلطة في عام 2001 لكن أفغانستان تظل واحدة من أسوأ الأماكن في العالم بالنسبة للنساء على الرغم من مساعدات بمليارات الدولارات وتعهدات بتحسين حياتهن. وهناك مخاوف متصاعدة حاليا بألا تحظى هذه الحريات بالحماية بل ويخشى أن تختفي مع سعي كابول للسلام مع طالبان خاصة أن معظم القوات الأجنبية تستعد للخروج من أفغانستان بنهاية عام 2014 . وقالت ثريا بارليكا وهي عضو في مجلس الشيوخ الأفغاني وترشحت من قبل لنيل جائزة نوبل للسلام "نتفهم وضع ملالا أفضل من أي أحد في العالم (لكن) حكومتنا تدافع عن حقوق المرأة بشعارات فارغة ولا تفعل شيئا في الحقيقة." وألقت قناة تولو التلفزيونية الخاصة التي تحظى بالشعبية الضوء على قصة رجل شرطة في إقليم غزنة بشرق أفغانستان ويدعى زلماي. وكان مسلحون يشتبه بأنهم من حركة طالبان قتلوا ابن وابنة زلماي الصغيرين بالرصاص أمام عيني والدهما قبل أيام فقط من إطلاق النار على ملالا في التاسع من أكتوبر تشرين الأول في وادي سوات الباكستاني. ونقلت تولو عن أحد زملاء زلماي قوله هذا الأسبوع "كيف يمكن أن يكون رد فعل الحكومة الأفغانية بهذا الشكل وتدين (الهجوم على) فتاة باكستانية وتتجاهل حدثا مثل هذا؟" مضيفا أن المسؤولين تجاهلوا طلبات بالتحقيق في الأمر. وتقول لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان إن العنف ضد النساء يتزايد في البلاد حيث يبدو أن حكومة كرزاي ترتد عن موقفها من حقوق المرأة. وقال الشقيق الأكبر لامرأة تدعى ماه جول (20 عاما) قطعت أسرة زوجها رأسها الأسبوع الماضي في إقليم هرات بغرب أفغانستان لرفضها ممارسة البغاء إن المسؤولين المحليين لم يبدوا اهتماما في بادئ الأمر بقتلها. وأضاف محمد ناصر اكباري (32 عاما) شقيق ماه جول لرويترز "يوبخ الناس عندما يذبحون بقرة أحدهم إلا أننا اضطررنا لانتظار إعلان أمر قتلها في المسجد حتى يحدث أي شيء حيال الأمر." وقال مسؤولون إن أربعة أشخاص بينهم زوج جول وأقارب له اعتقلوا الأسبوع الماضي.