شن الممثل المصري مجدي كامل، هجوما حادا على السينما المصرية، لأنها "لا تقدم قصصا جيدة،" ورفض المشاركة في مثل هذا النوع من الفن. وقال كامل في مقابلة مع CNN بالعربية، إن الفنان الراحل أحمد زكي، أغلق الباب في وجه الممثلين لتقديم سير ذاتيه عن الشخصيات العامة في مصر، بعد أن قدم السادات وجمال عبد الناصر، ويرى أن قصة حياة الرئيس السابق حسني مبارك، لا تستحق تقديمها في عمل فني. وأنتقد كامل، عدم حصوله على أي نوع من التكريم عن العديد من أعماله، ومنها عمله في مسلسل جمال عبد الناصر، رغم إنه كرم في عدد من الدول العربية. ووصف مجدي كامل، الحكم الصادر بسجن عادل إمام، ما هي إلا محاولة لتدمير الفن المصري بصفة عامة، خاصة وأن عادل ظل على قمة الفن المصري لأكثر من 40 عاما. وتاليا نص الحوار: هل ابتعدت عن السينما لأنها "تافهة" كما نقل على لسانك؟ لم أقل أن السينما الحالية تافهة، لأنه لا توجد سينما أصلا.. فلا توجد قصص جيدة، فالسينما تنتج أفلاما قليلة للغاية كل عام، ولن أشارك في عمل مثل فيلم " شارع الهرم." ولكن زوجتك الفنانة مها أحمد شاركت فيه؟ علاقتي بمها كزوجة وفنانة.. فنحن نتناقش في الأعمال التي تعرض علينا، ولكن كل واحد حر فيما يختاره من أعمال، وتحمل وزرها فنيا أمام الجمهور. ولكن أحيانا يلجأ الفنان إلى العمل حبا في الانتشار أو حتى لحاجته للمال؟ لست أنا هذا الشخص، فالفن بالنسبة لي عشق وليس وسيلة لجمع المال. قيل إنك رفضت دور مبارك والسادات؟ الفنان الراحل أحمد زكي، أغلق الطريق على أي فنان، لأنه قدم حياة السادات كاملة وليست لقطة من حياته، كما حدث في ناصر 56.. أما مبارك فلن أقدم قصة حياته لأنها لا تستحق. ألم تفكر في تقديم شخصية أي من المحبوسين في سجن طره؟ هناك قصص صعود غريبة للمحبوسين في سجن طره، مثل أحمد عز، الذي تحول من عازف درامز لأهم رجل أعمال في مصر، ولكن لم أفكر في تقديم عمل عنه. ما رأيك في الحكم الذي صدر ضد عادل إمام؟ عادل إمام رمز، بصرف النظر عن أي شيء، وكلما ذهبت كفنان إلى أي دولة عربية أجد الناس تسألني عن أخبار عادل إمام، لأنه نجم أستمر على القمة 40 عاما، والرغبة في كسره هي رغبة في تدمير الفن المصري بأكمله. من الرئيس الذي ستختاره؟ سأختار الرئيس القادر على النهوض بمصر، ولكن حتى الآن كل المرشحين يتحدثون للشارع بلا برامج واضحة. قيل إنك تركت العمل في مسلسل " ابن ليل " لتشارك في مسلسل "النفق"؟ هذه معلومات خاطئة، فمسلسل" النفق" لم يتم لأن منتجه ممدوح شاهين، اختفى كالعادة وتأجل التصوير. ولن أقدم هذا العام سوى مسلسل " أبن ليل " للكاتب طارق بركات وفريال يوسف.. العمل ينتمي إلى دراما الصعيد، ويدور حول قهر المجتمع لبعض أبنائه المتمثل في حامد " اللقيط " الذي عاش فترة من حياته تحت قهر وظلم كل من حوله، فيقرر القصاص من كل من تعاملوا معه بطريقة أساءت له في وقت ما. ولكن حامد صعيدي شرير، ألا يتشابه مع دورك في مسلسل " وادي الملوك "العام الماضي؟ لا أعتقد ذلك، لأن شخصية " دياب " في وادي الملوك كانت لرجل شهواني سكير يجرى وراء غرائزه وكل ما يهمه المال والأرض وسعادته الشخصية، حتى لو أغتصب ابنة عمه ومالها.. أما شخصية " حامد " في "إبن ليل" فهي شخصية طيبة ولكن ظروف ولادته بلا أب أو أم، التي تعد وصمة عار، جعلته يكره من حوله الذين عايروه وأذلوه، فحدث له تحول. المسلسل باللهجة الصعيدي التي تجيدها، فهل أنت صعيدي أصلا؟ أنا من حي المطرية بالقاهرة، ولكن المسألة مذاكرة، ففي البداية لم أكن أستطيع إتقان اللهجة، ولكنني أدرس أي شخصية بعمق وأحاول الوصول للهجتها، سواء كانت صعيدية أو حتى سورية، كما يجب أن يبدو المظهر الخارجي، والأداء يحمل روح الصعيدي، وهناك مصحح للهجة لزيادة الإتقان. ما رأيك في النجوم العرب الذين قدموا دور الصعيدي؟ بعضهم أجاد، رغم أن اللهجات الصعيدية مختلفة ومتعددة وصعبة ويجب أن يتعايش معها الفنان ويتحول إلى رجل صعيدي بشكل حقيقي. أهل الصعيد يتهمون الفنانين بإساءة شكل الصعايدة وإظهارهم بمظهر سيئ؟ هذه حقيقة للأسف، رغم وجود عشرات القصص والتقاليد التي لا نتخيل وجودها هناك، فالرجل الصعيدي مثلا لا يستطيع أن يضرب زوجته ولو فعل ستكون نهاية زواجهما.. والمرأة هناك لها احترامها وهناك موضوعات لم تكتشف، ولكن لدى كتابنا حالة من الاستسهال أو تجديد نفس الفكرة.. فمسلسل " أفراح إبليس" هو مسلسل " حدائق الشيطان." وابن ليل؟ ابن ليل رحلة صعود رومانسية في جو إنساني، لأن " حامد " شخص منح مجتمعه حب، فكان رد المجتمع عليه بالقسوة، وهناك قصة حب مع ابنة عمدة متعلمة تقع في صراع بين تعليمها والعادات التي تفرض عليها.. كما أن حامد شخص ذكي علم نفسه بنفسه. هل نلت جوائز عن دورك في مسلسل في وادي الملوك؟ كالعادة أنا الوحيد الذي لم يتم تكريمه، فقد سبق وحدث هذا معي في فيلم " عن العشق والهوى "، ورغم شهادة الجميع لي أنى قدمت دورا إنسانيا، حتى مسلسل "جمال عبد الناصر" هوجم ورفض التلفزيون المصري عرضه، وعرض بدلا منه مسلسل " أسمهان"، والصحافة لم تهتم بي للأسف، لأن صحافتنا " زى القرع تمد لبره" تحتفي بالعرب عندما يقدموا الصعيدي ويتجاهلونا، وحتى عبد الناصر لم أكرم عنه في بلدي وكرمت في الدول العربية. لماذا؟ لأن جمال عبد الناصر الاشتراكي كان يذكر الناس بالكرامة والحرية، ومبارك يغصبنا على الرأسمالية وامتهان الكرامة، فلم يتوافق المسلسل مع إتجهات الدولة التي كانت تميل للتوريث.. وعلى العموم أنا أقدم الأداء للجمهور وليس للنقاد الذين إتهموني أني مبالغ في أدائي.