قتل الشيخ المغربي عبد الله دهدوه، وهو إمام أكبر مسجد شيعي في بروكسل، اختناقا من استنشاقه دخان حريق شب في "مسجد الإمام الرضا" من قنبلة مولوتوف ألقاها مجهول، وأصابت آخر بجروح، طبقاً لما قالت الشرطة عن دهدوه، وهو أب لأربعة أبناء وعمره 47 سنة. وبحسب ما جمعته "العربية.نت" من معلومات حصلت عليها من طبيب لبناني طلب عدم ذكر اسمه، فإن المجهول كسر زجاج إحدى نوافذ "الجمعية الثقافية الاسلامية" وهو مبنى من طابقين يحتل المسجد طابقه الأرضي، ثم ألقى "مولوتوف" وهو ممسك بزجاجة تحتوي على بنزين، فاحترق المبنى سريعا في السادسة والنصف من أول الليل، وكان الشيخ دهدوه داخل المسجد. وتم توقيف مشتبه به، وصفته الشرطة بمسلم عمره 34 سنة، وأكد شاهد عيان رؤيته وهو يكسر زجاج أحد نوافذ المسجد ويشعل النار عمدا في المبنى. إضافة أن عمدة الحي، فانسون فان غودسنهوفن، ذكر أن شهود عيان رأوه يلقي المولوتوف داخل المسجد، وأن مجموعة من الغاضبين، عددهم 50 تقريبا، تجمعوا خارج المبنى حين تم نقل جثة الإمام بعد 45 دقيقة من وقوح الحادث وإطفاء النار. وذكر الطبيب اللبناني أن الشيخ دهدوه هو مغربي "وكانت له علاقات طيبة مع الجميع إجمالا" وأنه حاول إخماد النار بمساعدة من موظف آخر لبناني في الجمعية الاسلامية كان معه، بعد اشتعالها في المسجد، لكنه لم ينجح بذلك، ثم حاول الاثنان الخروج من المبنى، فنجح الموظف الآخر، بينما قضى الإمام اختناقا" وفق ما قال ل "العربية.نت" عبر الهاتف. وكان تقرير أولي من الشرطة ذكر بأن مضرم النار "حاول الفرار، ولكن بعض من كانوا في المسجد والمارة اعترضوه ثم اعتقلته الشرطة حال وصولها" وهو ما أكدته أيضا إيزابيل برايلي، وهي شيعية ونائبة لرئيس "مجلس مسلمي بلجيكا" مضيفة أن العمل "قد يكون من فعل متطرفين سلفيين" وأن المسجد "كان تحت حماية الشرطة قبل أعوام عدة" بعد تهديدات سلفية تلقاها القيّمون عليه. وأكد أحد شهود العيان والسماع أنه رأى مضرم النار وهو يخرج بعد ن ألقى المولوتوف ثم راح يردد هتافات مؤيدة للثورة السورية "ومنددة بمن يساندون النظام" وعبر الشاهد عن اعتقاده أن يكون الشاب سوريا، لكن الطبيب الذي تحدثت إليه "العربية.نت" لم يؤكد جنسيته. ويعتبر "مسجد الرضا"، الذي يسع 2000 مصل في حي أندرلخت حيث تتواجد شركات بالعشرات يملكها لبنانيون لبيع السيارات المستعلة ببروكسل، أكبر 4 مساجد شيعية في بلجيكا التي يبلغ سكانها 11 مليون نسمة، بينهم نصف مليون مسلم، ومنهم حوالي 7 آلاف شيعي، نصفهم من لبنان والعراق وإيران والباقي من سوريا والأردن ومغاربة من المتشيعين. وكانت آخر مرة اهتز فيها الوسط الاسلامي في بلجيكا حين أطلق أحدهم النار في 1988 داخل مسجد تابع للمركز الاسلامي في بروكسل على مديره وإمامه، الشيخ السعودي عبد الله الأهدل، وأرداه قتيلا، واتضح بعدها أن القاتل كان من جماعة في لبنان مرتبطة بإيران ووجدته معارضا لفتوى أطلقها الخميني بقتل الكاتب الهندي سلمان رشدي، فتخلصت منه جسديا.