بروكسيل - أ ف ب، رويترز – في حادث أثار شكوكاً حول دوافعه الطائفية وعلاقته بالأحداث في سورية، احرق مسلم يقيم بطريقة غير شرعية في بلجيكا، مسجد الرضا التابع للجالية الشيعية في حي اندرلخت الشعبي غرب العاصمة بروكسيل، ما ادى الى وفاة الإمام عبد الله دادو اختناقاً داخل المبنى وجرح شخصين. وأعلن مساعد النائب العام جان مارك ميور أن التحقيق الأولي «كشف دخول رجل في الثلاثين من العمر مسلح بفأس وسكين ويحمل حقيبة ظهر الى المسجد، ثم سكبِه محروقات في أماكن وإضرامه النار». وتضم بروكسيل 4 مساجد للشيعة الذين يتعايشون مع السنّة، فيما غالبية المسلمين أتراك ومغاربة. وامتنع ميور عن كشف هوية المعتدي الذي اوقف في موقع الحادث «لأنه اعطى ثلاث هويات مختلفة»، وكذلك دوافعه. لكن وزيرة الداخلية جويل ميلكيه صرحت بأنه «ردد شعارات حول النزاع في سورية، ما يوحي بعلاقته بمشكلة بين السنّة والشيعة، وهو ما يجب ان يؤكده القضاء». وأعلنت ان الوزارة «ستتخذ إجراءات، لأننا لا نستطيع السكوت عن عمل مماثل». وسادت حال صدمة لدى أفراد الجالية المسلمة في بلجيكا إثر مقتل الإمام دادو (46 عاما) المغربي الأصل، والذي وصفه شهود بأنه «كان محبوباً من الجميع، منفتحاً ومبتسماً ومنسجماً بالكامل مع المجتمع، وعلى علاقة ودية مع مصلين في كنيسة كاثوليكية مجاورة، كان يحرص على زيارتها خلال عيد الميلاد». ودعا ممثلون عن الشيعة، وبينهم نائبة رئيس مجلس مسلمي البلاد ايزابيل برايلي، الى تفادي العنف، مع عدم استبعادها حوادث أخرى محتملة، «ما يحتم بذل السلطات الدينية والسياسية جهوداً لطمأنة النفوس وتعزيز التدابير الأمنية». واتهم بعضهم الحركة السلفية بالوقوف خلف الهجوم، استناداً الى شهادات لأشخاص كانوا في موقع الاعتداء، فيما ندد قسم منهم ب «خطاب الكراهية» الذي تطلقه أوساط سلفية في بروكسيل. وكان لافتاً، رفض لعياشي بوتيمزين، احد مسؤولي المسجد، ربط ما حصل بأحداث سورية أو في بأي أزمة في العالم، لكنه اقرّ بتلقي المسجد «تهديدات بسيطة في السابق لم نكترث لها»، علماً ان مسجد الرضا وضع تحت حماية الشرطة العام 1997 بعد تلقيه تهديدات. اما رئيس المجلس الاسلامي شمس الدين اوجورلو فدعا ابناء الجالية إلى الهدوء، وتوحيد جهودهم «للنهوض بحوار بنّاء بين جميع اطياف الطائفة»، علماً ان بلجيكا تضم حوالى 500 ألف مسلم بين سكانها ال11 مليوناً، وشهدت اعمال عنف طائفية خصوصاً في اندرلخت.