نشب خلاف عنيف بين جماعة مسجد، يقع في أحد أحياء غرب الرياض، استُخدمت فيه الألفاظ النابية، وتم تبادل الاتهامات بين الأعضاء، ودبّ خلاف عنيف حول اختيار إمام للمسجد خلفاً للإمام الحالي، الذي انتقل إلى مسجد آخر، وتمسك كل طرف بأحقيته في الإمامة، وتدخلت في الأمر العصبيات وصلات القربى، وتحزب أعضاء المسجد إلى مجموعات، كلٌ منهم يؤيد مرشحاً. وقعت بعد أداء صلاة العشاء السبت، عندما وقف أحد أعضاء جماعة المسجد، وطلب من الحضور ترشيح شخص؛ ليقوم بالإمامة، خلفاً للإمام الحالي، الذي انتقل إلى مسجد آخر في منطقة ثانية. وقد طلب أحد الأعضاء إغلاق مكبرات الصوت؛ حتى لا ينتقل الحديث إلى خارج المسجد، ثم دار نقاش حول مَنْ الأحق بالإمامة، فإذا بشاب يقف ويعلن أنه تقدَّم لوزارة الشؤون الإسلامية بطلب لتعيينه إمام للمسجد، وأكد أنه كان في الوزارة صباح السبت، وزكَّى نفسه بأنه يحفظ القرآن الكريم، وعالم بعلوم السُّنة، ومؤهل شرعياً، وقال: "أنا الأحق بالإمامة، ولا أحد غيري مؤهَّل لها". وما إن انتهى الشاب من كلامه حتى تأجج النقاش، واحتد، وتعالت الأصوات؛ فقام أحد أعضاء جماعة المسجد، وتحدث بحدَّة، وردّ على الشاب، وقال: "جماعة المسجد هم الذين يختارون الإمام"، ثم وجَّه حديثه للشاب: "ليس أنت مَنْ تفرض نفسك، وتزكيها، وتجزم بأنك أنت الإمام. عليك أن ترشح نفسك بين مَنْ يريدون ترشيح أنفسهم للإمامة، والجماعة هي التي تختار الأحق بالإمامة". عقب ذلك اشتد النقاش وارتفعت وتيرة الانفعالات، وخرجت ألفاظ نابية وغير لائقة من عدد من الحضور، وبدأ الشاب الذي أراد فرض نفسه إماماً في الرد على المتحدث بألفاظ نابية عدة وكلمات بذيئة؛ ونسي الجميع أنهم في بيت من بيوت الله، وأنهم اجتمعوا لاختيار إمام للمسجد، لا للحصول على غنيمة أو منصب أو جاه. حينها تدخَّل بعض الحضور لتهدئة الأمر، مطالبين الجميع بأن يتقوا الله؛ فقام أحد الحضور، وقال: "إن أحد الذين يريدون الإمامة رجلٌ كبير في السن، ومريض بالضغط، وعنده سكري"؛ فردّ عليه آخر محتجاً "علينا تغيير الإمام والمؤذن؛ فالأخير كثير التغيب عن رفع الأذان؛ ولا بد من تغييرهما". وفجَّر أحد جماعة المسجد قنبلة في وجه الجميع عندما قال بصوت مرتفع: "المتصارعون على الإمام لا يريدون الإمامة في حد ذاتها، بل أعينهم على مسكن الإمام، هذا هو المغنم الذي يريده المتصارعون". وأخذ النقاش يشتد ويحتد، إلى أن اتفق الجميع على الاحتكام إلى التصويت على الشخص الذي سيكون إماماً؛ فترشح للإمامة شخصين من قبيلة واحدة، وإذا بالاختيار يكون لأحد الأشخاص الموجودين ممن لم يرشحوا أنفسهم، ولم يتحدث على الإطلاق في الاجتماع، ولم يبدِ أي رغبة في ترشيح نفسه أو غيره، وكان هو الذي يقوم بالإمامة في حالة تغيُّب الإمام الراتب. عندئذ قام الشاب، الذي كان يريد الإمامة، بالصياح والتهجُّم على جماعة المسجد، وهدَّد الجميع قائلاً: "أنا لا يهمني ترشيحكم. أنا تقدمت بطلب الإمامة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وسأكون إماماً للمسجد رضيتم أم أبيتم". بعد ذلك انفضَّ الاجتماع دون الاتفاق على إمام للمسجد، مع استمرار تهديدات الشاب بفرض نفسه على الجميع.