حرمت عائلة مكونة من 33 طفلا وثلاث زوجات من أبسط متطلبات الحياة المعيشية الكريمة، رغم الأملاك التي لدى والدهم، ولم يكتف بذلك بل تعددت أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الذي يستخدمه تجاه أبنائه وزوجاته. يقول مسفر الابن الأكبر في تصريح إلى الصحيفة، واصفا معاناتهم: "جميع أفراد الأسرة المكونة من 3 زوجات و33 ابنا وابنه نعاني من عنف الوالد فمنذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا لا أعرف غير الضرب والحبس والسجن في دورة المياه وحرمان من الطعام والشراب والإهانة المستمرة، فنحن نسكن في عمارة مكونة من ثلاثة أدوار، الدور الأرضي صغير وأعيش فيه أنا وإخوتي (33) وثلاث من زوجات أبي، والدور الثاني فارغ، أما الدور الثالث فوضع فيه الغنم، مضيفا بأننا نسكن الشقة بلا سجاد ولا حصير ولا فراش وننام على الأرض فهي شقة خالية من كل شيء ومليئة بالحشرات والصراصير. ومن أساليب العنف الذي يتعرض له يقول مسفر: لقد خصص والدي دورة مياه وجعلها مثل السجن ووضع في أعلى سقف دورة المياه سلاسل ملحمة لتعليقنا فيها، ومن يحكم عليه بدخولها فإنه يبقى فيها لأيام طويلة، وجميعنا دخل هذا السجن وقد علق أحد إخوتي الأطفال فيها ولم يتحمل فأصبح يخرج من فمه دم ولم يرحم حالته هذه. وأضاف مسفر بأن أحد إخوته أصيب بحريق حيث احترق منزل لهم في تهامة وهو كان في المنزل فتركه يحترق ولم يعالجه حتى ذهبت به إلى المستشفى وحالته سيئة وقد تركه في المستشفى 3 سنوات من دون أي سؤال، وهو في هذه الحالة السيئة كان يربط رجليه ويديه ومن شدة الربط قرر الأطباء بتر إحدى يديه مما سبب له الإعاقة الجسدية، ولا يوجد أحد يريد أن يوظفه حاليا، كما أنه كان يدرس في الثانوية، ولكن أبي أخرجه من المدرسة وجعله يعمل حارسا في إحدى المدارس ليأخذ راتبه، مشيرا إلى أن والده لا يعرف أسماء أولاده ولا بناته وأنه بسبب هذه المعاملة السيئة والتعذيب دخل بعض إخوتي وأخواتي الصحة النفسية للعلاج من الحالة النفسية التي أصيبوا بها. وقال "أعمل الآن عسكريا وقد كان والدي يذهب إلى مقر عملي ويقول لهم إنني سيئ وإنني عاق ويحاول أن يشوه سمعتي وقد اشتكى علي بسبب سيارة لا أعرف ما قصتها وسجنت لمدة ستة أشهر وبسبب هذا الأمر فصلت من عملي وبعد خروجي من السجن وبعدد من الواسطات رجعت للعمل لكن بوظيفة غير الوظيفة التي كنت عليها ولا بنفس الرتبة بل برتبة أقل". وبين مسفر أنه وإخوته رفعوا شكوى إلى الشؤون الاجتماعية في عسير، لكن كان ردهم لنا بأن لا دخل لنا، ولم يقم المسؤولون بأي تصرف تجاه شكوانا. إلى ذلك أجرت الصحيفة اتصالا بهيئة حقوق الإنسان بعسير، حيث قال عضو مجلس الهيئة المشرف على هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الدكتور هادي اليامي: "إن فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير وفي إطار مهامه التنظيمية قام فور إبلاغه مؤخرا عن طريق أحد أفراد الأسرة بتكليف فريق عمل يضم باحثات اجتماعيات وشرعيات وكذلك باحثين متخصصين للقيام بزيارة الأسرة في مقر سكنهم الموقت الذي استأجره لهم أحد الأبناء الذي يعمل عريفا في القوات المسلحة، وقد قدم الفريق تقريرا شاملا عن وضع الأسرة والظروف المحيطه بها، كما تم التواصل مع الجهات المختصة ذات العلاقة. وأضاف أنه باشرت القضية الجهات ذات العلاقة في المحافظة ورفعت تقريرها إلى إمارة عسير التي تفاعلت بشكل إيجابي وسريع مع الحالة وتتطلع الهيئة من جميع الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها لجنة الحماية الأسرية إلى تقديم الحماية السريعة اللازمة لمثل هذه الحالات وستبحث الهيئة مع تلك الجهات تقديم المساعدات العاجلة واللازمة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها بعض أفراد الأسرة وفي ظل توقف عائلهم عن رعايتهم وحتى انتهاء القضية بشكل يعطي الجميع كامل حقوقهم". وأضاف اليامي: "ستتابع الهيئة نظر الجهات القضائية المختصة لمسألة الولاية الشرعية ومدى تحقق موجبات فسخها من الأب في حالة ثبوت ارتكابه للمخالفات التي ادعى بها أفراد الأسرة". في المقابل رفض مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة عسير سعيد موسى الرد حول أسباب تجاهل قضية الأسرة المعنفة، على الرغم من أنها مدرجة لديهم منذ أربعة أسابيع، ولكن لم تكن لديه أي إجابة، وأحال الرد إلى أحمد الشهراني مسؤول الحماية الاجتماعية، إلا أنه لم يكن متواجدا في مكتبه، بينما قال أحد الموظفين بالمكتب إن اللجنة النسائية سوف تزور العائلة وتتخذ إجراءات عاجلة تجاه قضية الأسرة.