قدمت شركة "سمارت" الألمانية، وهي أحد فروع مجموعة شركات "دايملر"، مفهوما جديدا في عالم السيارات يجمع بين تصميم مستقبلي مذهل مع تقنيات مبتكرة في مجال كفاءة الطاقة واستخدام مواد خفيفة الوزن والتحكم في درجات الحرارة تحت مسمى "Smart Forvision" من طراز "Fortwo". وتم تصميم هذه السيارة الذكية بالتعاون مع شركة "BASF" الألمانية الرائدة في صناعة المواد الكيميائية والصناعات التحويلية في العالم. ونجح فريق ضم باحثين ومطورين من الشركتين على حد سواء في إنتاج سيارة ذكية تتمتع بالعديد من الابتكارات والتقنيات الجديدة الرامية لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة لتوليد طاقة كهربائية من نظام دفع كهربائي. ألواح شمسية شفافة ومن أهم هذه التقنيات أن سقف السيارة مزود بألواح شمسية شفافة وفتحات سداسية الشكل ممزوجة بمادة نافذة للضوء تمتص الطاقة الشمسية لتوليد كهرباء يكفي لتزويد مكونات الوسائط المتعددة من طاقة مثل نظام الإضاءة الداخلي ونظام التحكم في المناخ حتى في ظروف الإضاءة السيئة، وتساعد على إعادة شحن البطاريات، وفي الليل تتحول إلى مصابيح "LED"، وعند فتح باب السيارة تضيئ شاشات "OLED" الموجودة بالداخل. ومن ضمن هذه التقنيات أيضا إطارات العجلات البلاستيكية، فالإطارات مصنوعة بالكامل من البلاستيك خفيف الوزن، وهذا يعد أول تصميم لسلسة إنتاج ضخم يعمل على خفض وزن العجلات بمقدار 7 باوند، حيث تم اختزال 3 كيلوجرام من كل عجلة، أي خفض 12 كيلوجرام من وزن الإطارات إجمالا، مقارنة بنظيرتها المصنوعة من الألومنيوم. كما استخدمت الشركة رغاوي عازلة ومواد طلائية عاكسة للحرارة، صممت خصيصا للحفاظ على مقصورة الركاب دافئة في الشتاء وباردة أثناء الصيف. أبواب مقاومة للحرارة أما أبواب السيارة ومقصورة الركاب، فهي مصنوعة من مكونات خفيفة الوزن مقاومة للحرارة تحتوي على "ألياف الكربون المقوي المعززة بمادة الراتينج الإيبوكسي"، وهي مادة قوية جدا ووزنها خفيف جدا، وبذلك تم اختزال أكثر من 50% من وزن الأبواب مقارنة بنظيرتها المكونة من الصلب، وأخف من تلك المصنوعة من الألومنيوم بمقدار 30%. كما صممت شركة "باسف" المقاعد من مواد جديدة عالية الجودة، أخف بنسبة 10 إلى 20% من المواد التقليدية المستخدمة في السيارات الأخرى. تكنولوجيا "الدرع الحراري" أما النوافذ ومقابض الأبواب والزجاج الأمامي للسيارة فهي مبطنة بما يسمى تكنولوجيا "الدرع الحراري "Heat-Shield-Technology"، كتلك المستخدمة مع المركبات الفضائية والصواريخ لحماية دخولها وخروجها من الغلاف الجوي دن التأثر بحرارة الشمس. وهذه التكنولوجيا تعكس أشعة الشمس بعيدا عن السيارة، وبالتالي تحافظ على إبقاء السيارة باردة من الداخل حتى أثناء تركها في أشعة الشمس. والزجاج الأمامي مزود برقائق تعكس الأشعة تحت الحمراء فقط، دون أن تؤثر على استقبال ترددات الراديو المستخدمة في أجهزة البلوتوث ونظام تحديد المواقع "جي بي إس"، والهواتف النقالة. ومن المتوقع أن تطرح الشركة الجيل القادم من السيارات الكهربائية (ذا المقعدين) بالأسواق في وقت لاحق من العام المقبل. ويأتي هذا على هامش مؤتمر "IAA" "المعرض الدولي للسيارات"، والمعروف أيضا بمعرض فرانكفورت للسيارات، والذي يُعد من أهم معارض السيارات في العالم، والمنعقد حاليا في الفترة من 13 إلى 25 سبتمبر الجاري بمدينة فرانكفورت الألمانية، وهو معرض يقام كل سنتين.