يستمر سباق الطرز البيئية يوماً بعد يوم، ومن خلال متابعتنا للمعارض العالمية، تطالعنا شركات السيارات بنماذج تمثل نظرتها البيئية المستقبلية. بعض منها عرف طريقه إلى خطوط الإنتاج وبعضها الآخر لا يزال ينتظر الضوء الأخضر. وفي خطوة جديدة تعكس التزام شركة هيونداي المتواصل تجاه بيئة أكثر نظافة، وإيجاد بدائل رديفة أخرى للوقود التقليدي، قدّم الصانع الكوري الجنوبي نموذج «بلو-ويل» Blue-Will في معرض ديترويت الدولي 2010، والذي يعتبر مركبة هجينة مزودة بشاحن يمكنها السير معتمدة على بطاريتها المصنوعة من بوليمرات الليثيوم وحدها لمسافة تتراوح ما بين 20 و40 ميلاً. يواصل صانعو السيارات إطلاق سيارات هجينة وسط منافسة عارمة في هذا القطاع، فمع تويوتا تعرّفنا الى بريوس التي أصبحت بجيلها الثالث، كما قدمت هوندا طراز إنسايت وشيفروليه طراز فولت، وغيرها من الموديلات الهجينة الناجحة الأخرى. وعلى رغم أن الصانع الكوري الجنوبي لم يكشف عن إمكان إعطاء بلو - ويل الضوء الأخضر لإنتاجها على صعيد تجاري واسع، إلا أن احتمالات رؤيتها بصيغة تجارية ليست ببعيدة، وعندئذ سيدخل الصانع الكوري في صلب المنافسة، لاسيما وأن بلو - ويل مجهزة بمحرك يتصل مباشرة بالعجلات، ويمكنه السير بالتوازي مع المحرك الكهربائي. كذلك يتضمن النموذج التصوري الرابع الممهور بتوقيع هيونداي الذي يحمل الرمز الكودي «HND-4»، تقنيات مبتكرة عدة، شأن الخلايا الشمسية المثبتة بالسقف، وأنظمة التوجيه اللاسلكية، وأيضاً البطاريات المصنوعة من بوليمرات الليثيوم، إضافة إلى شاشات التحكّم العاملة باللمس، والوزن الإجمالي الخفيف للهيكل المعتمد من خلال الاستعانة بألياف الكربون واللدائن الحيوية، ما يؤكد التزام هيونداي بخفض متوسط الوزن العام لعروضها بنسبة 10 في المئة بحلول عام 2015. خطوط ديناميكية حيوية قبل الدخول في تفاصيل تصميم بلو - ويل الخارجي نشير إلى الهيكل المنخفض مقارنة بعروض هيونداي الأخرى التقليدية، حيث جاء الطول الإجمالي بقياس 4300 ملم، العرض 1800 ملم، الارتفاع 1460 ملم، فيما يصل طول قاعدة عجلات إلى 2700 ملم. عند التمعن ببلو - ويل، نكتشف الديناميكية البيئية التي تعتبر مضمون التصميم العام لهذا النموذج الإختباري الجديد، فالخطوط الخارجية ديناميكية من مختلف الجوانب، وهي مغلّفة بطابع جريء راديكالي يبث الهيبة ويعكس الحضور القوي. وفي هذا السياق، يبرز ذلك الشريط الوسطي المؤلّف من لمبات «LED» متوهجة، والذي يتخذ مكان شبك التهوئة التقليدي، كما يتصل بالمصابيح الرئيسة حادة التصميم التي امتدت بطول غطاء المحرك تقريباً، فضلاً عن الرفاريف النافرة وتثبيت العجلات بأقصى الزوايا، والخطين على الجوانب المتلاقيين، إضافة إلى الغطاء الأمامي القصير، والألواح الزجاجية الأمامية والجانبية الكبيرة، اضافة الى المؤخر البارز بشدة، والمصابيح الخلفية الكبيرة التي تتلاقى على الجوانب. كما يُلاحظ الاستخدام المكثف لمواد عالية الجودة خفيفة الوزن، شأن ألياف الكربون المُدعمة بالبلاستيك المقوى، ومواد متطورة أخرى يُمكن تتبعها على العتبة الجانبية والرفاريف الأمامية والخلفية. أربعة ركاب في مقصورة مستقبلية عمد مصممو بلو - ويل إلى اعتماد خطوط مستقبلية داخلية يغلب عليها الطابع التقني المتطور، من خلال الاستغناء عن لوحة العدادات التقليدية لمصلحة شاشة عرض تتصل بالمقود تتبنى تقنية الإضاءة العضوية الشفافة الباعثة للضوء فائقة النحافة، علماً أن المقود يشبه إلى حد بعيد ذلك المتوافر في الكبسولات الفضائية. كذلك جاءت لوحة الأدوات الوسطية بتصميم بسيط خال من التعقيد، والفضل يعود إلى أزرار التحكم بالوظائف المختلفة العاملة باللمس وعتلاتها. وحفاظاً على التوجه المحافظ على البيئة، يكمن الغرض من تلك الشاشات وأدوات التحكّم العاملة باللمس ذات الهيئة الغرافيكية الجذابة، في تعزيز عادات الحفاظ على استهلاك الوقود من خلال متابعة دقيقة لمعدلات استهلاك الوقود وعرضها على السائق. ويشار إلى أن النظام الترفيهي يتضمن تقنية البلوتوث للردّ على المكالمات الهاتفية من دون استخدام اليدين. أما المقاعد الأربعة، فمصممة على هيئة نحيفة من مواد مُعاد تدويرها، ما يعزز من المساحات المخصصة لأرجل الركاب وأكتافهم ورؤوسهم في قسم المقاعد الخلفية تحديداً، كما يعزز السقف الزجاجي البانورامي المثبتة عليه ألواح شمسية الشعور بالانشراح للركاب جميعهم. هجين لغاية 652 ميلاً من المنتظر أن يشكّل نظام الدفع الهجيني في بلو - ويل البنية الأساسية لعروض هيونداي الهجينة في المستقبل القريب المنظور، بدءاً من طراز سوناتا الهجين المتوقع وصوله صالات عرض الصانع الكوري الجنوبي في الولاياتالمتحدة في وقت لاحق من العام الحالي. وفي هذا الإطار، زود نموذج بلو - ويل بمحرك بنزيني مصنوع بالكامل من الألومينيوم بسعة 1.6 ليتر، يولّد قدرة 152 حصاناً، يتبنى تقنية البخ المباشر للوقود ويتصل بعلبة تروس متبدلة باستمرار CVT، إلى جانب محرك كهربائي بقدرة 100 كيلوواط. ويُمكن القول إن العجلات تدور من خلال الطاقة المستمدة من المحرك البنزيني والمحرك الكهربائي، كل على حدة أو الاثنين معاً، وفقاً لظروف القيادة وطبيعة الطرق المرتادة. ولتحقيق أقصى استفادة من سعة التحميل، ثبّت خزان الوقود تحت المقعد الخلفي، جنباً إلى جنب مع بطارية بوليمرات الليثيوم المعتمدة، والتي يمكن إعادة شحنها من أي منفذ كهربائي منزلي تقليدي. يُذكر أن هيونداي كانت أول صانع للسيارات يعتمد بطاريات من بوليمرات الليثيوم في عروض مخصصة للاستهلاك التجاري الواسع، حين أطلقت الصيف الماضي موديل «الانترا LPI» الكهربائي الهجين الذي طُرح في السوق الكورية. وبخلاف إمكان السير بالسيارة حتى 652 ميلاً، قبل الحاجة لإعادة شحن البطارية المصنوعة من بوليمرات الليثيوم مجدداً، أستعين بمولّد حراري مثبت بنظام العادم، يحوّل الحرارة المستخرجة من غازات العادم إلى طاقة كهربائية يمكن الاستفادة منها في تشغيل أنظمة عدة في بالسيارة. www.carsandspeed.com