أصدرت لجنة الطب الشرعي في مستشفى الملك فيصل التخصصي تقريرا طبيا بعد أن شرحت جثمان الطبيب الذي قتل أثناء أداء مهمات عمله في مستوصف في بطحاء قريش في مكةالمكرمة مؤخرا، حيث تبين من خلال التقرير الطبي أن الرصاصة التي أصابت الطبيب اخترقت جسده من الجهة اليسرى واستقرت في الرقبة، وتسلمت أسرته الجثمان الذي ووري مثواه في مقابر المعلاة أمس، بعد أن أديت عليه صلاة الميت عقب صلاة العصر في المسجد الحرام وسط حزن ودموع أقاربه وزملائه. وكشفت مصادر أن القاتل صادق اعترافاته شرعا، وأحيل إلى التوقيف الانفرادي في السجن العام، في حين عادت الحياة الطبيعية إلى المستوصف الذي شهد حادثة القتل المروعة، إلا أن حالة نفسية اعترت الكادر الطبي وتوقع مالك المستوصف أن تستمر هذه الحالة لشهر كامل؛ نظرا لتأثر زملائه بما تعرض له زميلهم الطبيب الراحل (أيمن) خاصة أن الجميع يقدره ويحترم مواقفه الإنسانية. الحادثة التي أصبحت حديث الشارع المكي ألقت بظلالها على طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، حيث أصبح يعيش حالة من الصدمة والذهول، ويتساءل حينما يستيقظ من النوم عن حالة الطبيب الذي أصابته الرصاصة، إلا أن والده دائما ما يؤكد له أن الطبيب لم يصب بمكروه، هذا الطفل كان برفقة والده في العيادة وشاهد حادثة القتل. الشاهد -ويدعى فهيد الزيادي- أكد بالقول «كان الطبيب منشغلا في تنظيف أسناني، وفجأة سقط على جانبه الأيسر وسط صيحات مدوية من ابني الذي كان برفقتي في العيادة والممرضة المساعدة للطبيب، في البداية توقعت أن الطبيب أصيب بصدمة كهربائية يستخدمها، ولمحت شخصا هاربا يحمل في يده مسدسا وحينما نظرت إلى الطبيب وجدته غارقا في دمائه فسارعت إلى نافذة العيادة لمعرفة معلومات عن القاتل، وعلى الفور أبلغت الجهات الأمنية التي باشرت الموقع على الفور وبدأت في بحث تفاصيل الحادثة، ويضيف الزيادي: عثرت أمام باب العيادة على كرت مراجعة كان الخيط الأول للإطاحة بالقاتل، حيث يحمل رقم الملف الذي ساعد الجهات الأمنية في الكشف عن هوية القاتل وإلقاء القبض عليه في وقت قياسي، وأصعب موقف حينما طلبت الجهات الأمنية منى التعرف إلى القاتل بعد ثلاث ساعات من وقوع الجريمة، حيث شاهدت القاتل وأكدت لجهات التحقيق أنه هو ذاته من قام بإطلاق النار على الطبيب، ما دفع أحد المحققين إلى إخبار القاتل بأن هذا الشخص تعرف إليك، حيث كان في عيادة الطبيب حال إطلاق النار فرد القاتل «يجب أن يحمد الله فربي سلمه». في قسم شؤون الطلاب في الطابق الأول للكلية حيث يعمل الجاني، الذي تضم أدراج مكتبه ستة مصاحف للقرآن الكريم وكتبا للتفسير، قال زملاؤه: إنه من المستبعد أن يرتكب زميلهم (أ.ب) هذه الجريمة؛ نظرا لما يتميز به من هدوء وحسن أخلاق مع زملائه وطلاب الكلية وأعضاء هيئة التدريس، وذكروا بأنه يغلب عليه الجانب الانطوائي وليست لديه صداقات مع أي من زملائه ولا يتحدث إلا مع من يتحدث إليه، ودائما ما يشغل أوقات فراغه بقراءة القرآن الكريم.