شهد مخطط بطحاء قريش مساء أمس جريمة قتل مروعة ذهب ضحيتها طبيب أسنان، بعد إصابته بطلق ناري أطلقه رجل في العقد الخامس من عمره، وأشارت المعلومات المتوافرة إلى أن القاتل تسلل إلى العيادة وهو يخفي سلاحه وصعد إلى عيادة الطبيب في الطابق الثاني وطرق باب الراحل ففتحت الممرضة الباب، وفاجأ الطبيب الراحل بإشهار المسدس وإطلاق النار لتصيبه رصاصة في رقبته، وفوجئ الطاقم الطبي بدوي صوت الرصاص في العيادة وسارعوا إلى مصدره على عجل ليجدوا زميلهم (أيمن) ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء، وحاولوا إسعافه بنقله إلى مستشفى النور التخصصي، لكن محاولات الأطباء لم تفلح في إنقاذ حياته ففارق الحياة متأثرا بجرحه البالغ. السلطات الأمنية التي تلقت خبر الحادث انتقلت إلى الموقع وجمعت معلومات عن القاتل وألقت الدوريات السرية القبض عليه في الجهة المقابلة لموقع العيادة في وقت قياسي، وانتزع رجال الأمن السلاح الناري من نوع «مسدس» الذي كان بحوزته حال إلقاء القبض عليه واقتادوه إلى شرطة الكعكية، وهو يردد عبارات «هذا الطبيب خرب أسناني، حتى أنني لا أستطيع أن أغلق فمي»، وبدأ المحققون في استجواب القاتل لمعرفة دوافع وأسباب فعلته، وتولى فريق أمني من خبراء الأدلة الجنائية وضباط التحقيق معاينة مسرح الجريمة وتصويره ورفع البصمات، والاطلاع على الملف الطبي للقاتل كونه كان يراجع الطبيب لعلاج أسنانه، كما استمع المحققون إلى أقوال الشهود من الطاقم الطبي والمراجعين، كما تحفظوا على سلاح الجريمة. وذكر المتحدث في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان، أن فريقا متخصصا من هيئة التحقيق والادعاء العام سيتولى التحقيق مع المتهم، وأضاف الميمان «أن تفاصيل الواقعة بدأت حينما تسلل أحد الأشخاص مساء أمس لعيادة طبيب أسنان من جنسية عربية وبادره بإطلاق عيار ناري من مسدس يحمله، أصابه إصابة بالغة في الرقبة ونقل على الفور إلى مستشفى النور وفارق الحياة متأثرا بإصابته، ولاذ الجاني بالفرار وتم التعرف على القاتل من خلال جمع المعلومات من مسرح الجريمة». وأوضح «أنه ألقي القبض على الجاني من قبل الدوريات السرية، والتحقيق جار معه لمعرفة الأسباب والملابسات التي دفعته لارتكاب هذه الجريمة». وروى شهود عيان تفاصيل ما حدث، وقال المريض الذي كان في عيادة الطبيب أثناء تعرضه لإطلاق النار «كنت برفقة ابني في عيادة الطبيب وفجأة سمعت طرقا لباب العيادة وسارعت الممرضة لفتح الباب وسمعت دفعا، وحين التفت لمعرفة الأمر شاهدت القاتل وقد أخرج من جيبه مسدسا وأطلق النار على الطبيب، ظللت أتابع المشهد المروع بقلق، وسقط الطبيب مصابا على الأرض، وهرب القاتل وظللت أرقبه من نافذة العيادة حتى تسلل إلى داخل الحي ذي الكثافة السكانية»، أما الطاقم الطبي فذكروا في محضر الواقعة أن القاتل استمر في إشهار السلاح في وجوه الطاقم الطبي والمراجعين أثناء نزوله من سلالم العيادة وحتى مغادرته المبنى، وأوضحوا «أن القاتل قصير القامة ممتلئ الجسم يرتدي ثوبا أبيض وشماغا أحمر»، وامتدحوا مواقف الطبيب ذي الأخلاق العالية حيث يتعامل مع المرضى برفق ويتسامح معهم في رسوم العلاج خاصة للمرضى من ذوي الدخل المحدود، وكان حسن المعاملة مع المرضى والمراجعين طوال فترة عمله في العيادة الطبية التي تم افتتاحها قبل نحو ثلاث سنوات.