ارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق لخامس جلسة على التوالي أمس، مع انخفاض حاد في الدولار في حين حصل على دعم إضافي من استمرار التوترات في العالم العربي والمخاوف بشأن أزمة ديون منطقة اليورو والوضع المالي في الولاياتالمتحدة. وارتفع سعر الذهب في السوق الفورية إلى مستوى قياسي عند 1508.50 دولار للاوقية /الاونصة/ وسجل 1506.70 دولار بحلول الساعة 06:07 بتوقيت جرينتش بارتفاع 8.55 دولار للاوقية. وتوقع متعاملون أن يواصل الذهب صعوده وإن كان بوتيرة أبطأ مع تراجع المخاطر التضخمية من خلال التحول الى ظروف اقتصادية أكثر طبيعية. قال المدير العام لمجوهرات أسرار الماس المهندس الجيولوجي مصباح أرناؤوط: من المتوقع أن تواصل أسعار الذهب ارتفاعها لتصل إلى 2000 دولار وأكثر، كلما ازدادت حدة وضراوة الازمات التي تجتاح المنطقة والعالم بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى العجز في الاقتصاد الأميركي وهذا العجز سببه زيادة نسبة الواردات خاصة الاستهلاكية منها الى حجم الصادرات، فعندما تكون نسبة الارتفاع في الواردات 1.4 في المائة ونسبة الارتفاع في الصادرات 0.4 في المائة يصبح هناك عجز في الميزان التجاري و بالتالي يرتفع سعر الذهب. إلى ذلك سجلت أسعار المشغولات الذهبية في الاسواق المحلية زيادة بنسبة 15 في المائة، تماشيا مع مسلسل الارتفاعات في البورصة العالمية، حيث وصلت الى أكثر من 1500 دولار للاونصة الواحدة. وقال متعاملون في صناعة الذهب في المنطقة الشرقية، إن الارتفاعات المتواصلة لقيمة المعدن الاصفر انعكست بصورة مباشرة على حركة البيع، التي تراجعت منذ السبت الماضي بأكثر من 60 و 70 في المائة مقارنة مع حركة الشراء في اجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني. واوضح علي الدجاني (متعامل) أن الارتفاعات الاخيرة رفعت قيمة المشغولات الذهبية، بحيث يتراوح سعر الغرام الواحد بين 180 – 190 ريالا مقابل 175- 180 ريالا في الايام الماضية، واصفا، حركة السوق بالهادئة تماما، فالزبائن الذين يقصدون محلات الذهب قليلون جدا، بالقياس الى عددهم خلال الاسبوع الماضي بعد استلام الراتبين، مشيرا إلى أن انخفاض حركة البيع في الاسواق العالمية انعكس بصورة مباشرة على قدرة المحلات على تأمين السيولة اللازمة للتعاقد مع مصانع الذهب للحصول على الموديلات الجديدة، وبالتالي اضطرت تلك المصانع إلى خفض إنتاجها بما يتناسب مع الحركة في السوق. وقال عبد اللطيف الناصر (متعامل) إن محلات الذهب تواجه صعوبة كبيرة في تحريك السوق، نظرا لمسلسل الارتفاعات الكبيرة، فالقطعةالتي كان سعرها في الاسبوع الماضي 10 آلاف ريال سجلت الآن زيادة بمقدار 15 في المائة والتي تشمل زيادة القيمة السوقية و كذلك سعر المصنعية، الأمر الذي يدفع الكثير من المواطنين للتفكير كثيرا قبل الإقدام على الشراء.