عاودت أسعار المعدن الأصفر مسلسل الارتفاع مجددا، حيث وصلت الزيادة في تعاملات أمس الأول إلى 70 دولارا ليتجاوز السعر 1705 دولارات للأونصة في الأسواق العالمية. وهذا الأمر انعكس سلبا على السوق المحلية خصوصا أن الحركة الشرائية تراجعت بشكل كبير. وعزا محللون اقتصاديون أسباب هذا الارتفاع إلى تحول المستثمرين إلى الذهب مجددا على اعتبار أنه ملاذ آمن خصوصا في ظل المخاوف من أزمة الديون الأوروبية، وبعد قراءة ضعيفة مفاجئة لثقة المستهلك الأمريكي. وقال علي الدجاني (متعامل) إن الانعكاسات السلبية للارتفاعات المتواصلة لأسعار الذهب في الأسواق العالمية لا تزال تلقي بظلالها على الطلب المحلي، واصفا الحركة الشرائية بالهادئة تماما وغير المشجعة على الإطلاق، مضيفا، أن الآمال المعقودة على تحريك السوق مع قرب إجازة عيد الأضحى المبارك تبخرت مع التحول التصاعدي للمعدن الأصفر في الأسواق العالمية. وأكد أن الطلب خلال الفترة الماضية لم يطرأ عليه تغيير يذكر، ما يعزز الاعتقاد بأن وضع السوق هذا العام يعتبر من أسوأ الأعوام على الإطلاق. بدوره أكد عبد اللطيف الناصر (متعامل) أن الارتفاعات المتواصلة لأسعار المعدن الأصفر ساهمت في تدني الحركة الشرائية على مدى الأشهر الماضية، بحيث سجلت تراجعا وصل في أحيان كثيرة لأكثر من 50 في المائة، ما يضاعف من الأعباء المالية التي يتحملها أصحاب المحلات لتغطية المصاريف الكثيرة، موضحا، أن محلات الذهب أخذت في انتهاج سياسة جديدة لرفع الحركة الشرائية من خلال خفض الهوامش الربحية، بهدف تحريك السوق في الاتجاه الذي يخلق نوعا من التوازن ويقلل من الخسائر التي يتحملها المستثمرون جراء انخفاض الطلب على المشغولات الذهبية. وأضاف أن أغلب المبيعات تتركز على المشغولات الخفيفة، فيما اختفى تماما الطلب على المشغولات الذهبية الكبيرة، نظرا لارتفاع قيمتها بعد موجة الارتفاعات التي سجلها المعدن الأصفر في السوق العالمية خلال الأشهر الماضية، مبينا، أن أسعار المشغولات الذهبية تتراوح بين 200 و 230 ريالا للجرام الواحد. إلى ذلك قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في شهر في التعاملات الآسيوية أمس بعدما اتفق زعماء منطقة اليورو على خطة لاحتواء أزمة الديون في منطقتهم وهو ما عزز المعنويات في الأسواق المالية. وصعد سعر الذهب للبيع الفوري إلى 1728.11 دولار للأوقية /الأونصة/ وهو أعلى مستوى له في شهر قبل أن يتراجع إلى 1722.49 دولار بحلول الساعة 03:45 بتوقيت جرينتش متجها نحو تسجيل خامس جلسة على التوالي من المكاسب.