دفع ستة من الأبناء وشقيقتهم ضريبة باهظة لإهمال والدهم الذي زج بهم إلى الحياة ولم يستطع إثبات هويتهم بالرغم من أنه يحمل هويته السعودية، وبات أبناؤه مجهولي الهوية في وطنهم لا حول لهم ولا قوة في إثبات هويتهم كسعوديين. الأشقاء السبعة دفع أولهم ثمن غلطة والده مبكرا؛ عندما اقترن الأب بزوجة غير سعودية من دولة الفلبين قبل (25 عاما) تقريبا بدون موافقة رسمية وقام باستقدامها إلى الطائف بعد زواجه منها بعام تقريبا ثم بدأ وإياها في الإنجاب طفلا تلو الآخر حتى بلغ عدد الأطفال ستة ذكور وأنثى، دون أن يثبت حتى تاريخ ميلادهم. الثمن الذي دفعه فيصل الابن الأكبر أنه عندما أنهى دراسته المتوسطة لم يتم قبوله في المرحلة الثانوية فترك الدراسة وبحث عن عمل متواضع في شركة اقتنعت بتشغيله دون أن يثبت هويته، أما أشقاؤه الآخرون فهم ما زالوا على مقاعد الدراسة لكنهم في كل يوم يتعرضون للتهديد بالفصل لعدم وجود ما يثبت هويتهم، وما يقنع مدارسهم بإبقائهم إلا وعود والدهم بأن أوراقهم في إدارات الأحوال المدنية. وقال فيصل حلبي أكبر الأشقاء الذين يعيشون معاناة دائمة نتيجة إهمال والدهم إن المشكلة التي وقعوا فيها الآن تتمثل في عدم قبول مركز القياس والتقويم لبيانات شقيقته التي تدرس في الصف الثالث ثانوي بدون هوية وتحلم بدخول الجامعة. وأشار إلى أنه وأشقاءه يحلمون بإثبات هويتهم كمواطنين سعوديين لا ذنب لهم في إهمال والدهم الذي لم يستطع إثبات حتى تاريخ ميلاد كل منهم مما حدا بالأحوال المدنية في الطائف عندما راجعها إلى إحالتهم إلى المستشفى لتحديد أعمارهم تقريبيا. الأب الذي أبدى ندمه على إهماله اعترف بعجزه عن تقديم أي شي تجاه إثبات هوية أبنائه من زوجته المقيمة، وأشار إلى أنه بعد أن تزوج والدتهم لم يغادر السعودية، وقد واجهته طيلة السنوات الماضية عقبة قانونية تمثلت بعدم قدرته على الحصول على موافقة قبل الزواج لكي يتمكن من إضافة أبنائه في هويته، وأشار إلى أنه تقدم إلى إدارة الأحوال المدنية في الطائف بطلب إثبات هوية أبنائه، وأنه قدم للمسؤولين في إدارة الأحوال جميع المستندات المصدقة من قبل الجهات المختصة، إلا أن إدارة الأحوال تطالبه باستخراج إقامة لزوجته منذ دخولها المملكة قبل (25عاما)، وهو أمر لا يستطيعه، بحسب قوله. من جهتها علقت المشرفة على الفرع النسائي بهيئة حقوق الإنسان بمكة المكرمة الدكتورة فتحية القرشية على حالة الأبناء بقولها "إن إثبات الهوية من حق أي مواطن، ومهما كانت الصعوبات التي تواجه السعوديين في إثبات هويتهم في مثل هذه الحالات فإن الهيئة ستعمل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك، وأشارت إلى أن هذه الحالة فيما يبدو هي نتيجة تساهل وإهمال الأب وفيها حلقات مفقودة ولا بد من الاطلاع على كافة ملابساتها، ووعدت القرشي بالتدخل في حالة لجوء الأب أو الأم إلى الهيئة مطالبة بتصحيح وضع الأبناء وألا يتم إجبارهم على دفع ثمن إهمال غيرهم.