يبدو أن نظام ساهر المروري المثير للجدل في السعودية قد حفّز الكثيرين للبحث عن حلول لتحاشي كاميراته عن طريق استغلال وسائل التقنية الحديثة. وفي السياق ذاته، تمكّن شاب سعودي من القفز على نظام ساهر المروري المطبق على طرق العاصمة السعودية الرياض، وذلك عبر جهاز لا يتجاوز وزنه كيلوغرام، والذي يرصد وجود كاميرات "ساهر" على الطريق قبل 400 متر من الوصول إليها. ويروى (ع. العنزي)، الذي التقته "العربية.نت" صدفة وهو يقود سيارة أجرة، تفاصيل امتلاكه هذا الجهاز قائلاً: "حصلت عليه من صديق جلبه هدية لي من أمريكا، وبعد تجريبي له اكتشفت قدرته على كشف كاميرا ساهر الثابتة والمتنقلة سواء كانت في السيارات الصغيرة أم الكبيرة". وأضاف: "أصبح بإمكاني أن أنجو من مصيدة "ساهر" بكل بساطة؛ إذ إن الجهاز يستطيع الكشف عن أي كاميرا للنظام قبل الوصول إليها ب350 إلى 400 متر تقريباً". وأثار هذا الجهاز غبطة أصدقاء وأقرباء العنزي ما دعاهم إلى تقديم العروض السخية له لكي يتملكونه وينجون هم أيضاً من مصيدة "ساهر"، كما يقول، غير أنه لم يقبل ذلك بسبب حاجته الملحَّة لهذا الجهاز نظراً لمهنته التي تتطلب قيادة السيارة أحياناً لساعات طويلة وبسرعة كبيرة. وتلقى العنزي العديد من العروض لشراء الجهاز لكنه كان يرفض دوماً، رغم أن الأسعار كانت مغرية، معللاً السبب بأن المخالفات التي يُمكن أن يحصل عليها من دون هذا الجهاز ستكلفه الكثير وربما ضعف المبلغ الذي سيحصل عليه جراء بيعه، رغم أن الكثير من سائقي السيارات يملكون أجهزة شبيهة بهذا الجهاز، خصوصاً الذين يعملون في التوصيل بين المدن. ويعمل الجهاز الذي لا يتجاوز حجمه كف اليد عن طريق وصلة يتم وضعها مكان "قداحة السيارة"، ويضيء باللون الأحمر في حال كانت هناك كاميرا لساهر، أو أي كاميرا للمرور في المنطقة. أجهزة مضادة ومن جهته، علّق العميد عبدالرحمن بن عبدالله المقبل، مدير إدارة مرور منطقة الرياض المشرف على نظام "ساهر"، على وجود ذلك الجهاز بأن "وجوده كعدمه"، مؤكداً أن "هذا الجهاز والعديد من الأجهزة المماثلة التي تجلب من أمريكا واليابان وغيرهما من الدول لا يعرف مقتنوها أننا نتابع الوضع وبالتالي نوفر المضاد المناسب، فهذه الأجهزة تعمل بطريقة الرادار ولدينا (أنتي رادار) مناسب لها". وأضاف: "عندما يقوم هذا الجهاز بإرسال ذبذبته للكشف عن نظام "ساهر" يقوم الجهاز المضاد له بحجز هذه الذبذبة ما يمكّن "ساهر" من تثبيت المخالفة في حال كونه متجاوزاً للسرعة المحددة، ثم يعيد إطلاق الذبذبة للجهاز المصدر الذي يطلق حينها إنذاراً للسائق محذراً من "ساهر" ولكن متى، بعد فوات الأوان!". وأكد المقبل في حديثه ل"العربية.نت": لدينا تحديث ومتابعة مستمرة لمثل حالات التلاعب التي يسعى لها المخالفون، ومما لاشك فيه أن التقنية تتقدم يوماً بعد يوم ويتم اختراع العديد من الأجهزة والطرق للتحايل على نظام ساهر، لكن في المقابل لدينا متابعة دورية لتوفير ما يكفل تعطيل هذه الأجهزة أو الحد من تأثيرها تماماً". وعن بعض الطرق الأخرى مثل تغطية جوانب من لوحة السيارة التي يرى البعض أن بها شريحة، أكد أن كل الوسائل التي تنتشر في الإنترنت وبين بعض الشباب والمراهقين بحجة أنها تحد من قدرات "ساهر" غير قادرة على ذلك. ويعد نظام "ساهر" نقطة اختلاف بين كل شرائح المجتمع السعودي، بعد تطبيقه في الرياض قبل تسعة أشهر تقريباً، ومن ثم تم تطبيقه في منطقتي الشرقية وعسير أخيراً. ويرصد ساهر ما يراه من مخالفات مرورية، والهدف منها التقليل من حوادث السير ومحاولة جعل السائقين يلتزمون بالقانون، حيث شغل المتضررون من الحوادث نسبة 5% من الطاقة الاستيعابية لغرف العناية المركزة، كما تقول الجهات المختصة.