لا ينظر كثير من الشباب للميزات التي يوفرها نظام ساهر في ضبط الحركة المرورية وتقليل الحوادث التي تحتل فيها بلادهم موقعا متقدما على الصعيد العالمي، ويروح ضحيتها سنويا كثير من الشباب نتيجة لعدم احترام اشتراطات وقواعد السلامة المرورية. وفي إطار استهتار بعضهم بالنظام الجديد فقد لجأ العديد منهم إلى عدة أساليب ووسائل لتضليل كاميرات وفلاشات «ساهر» إذ منهم من استخدم جهاز الكوبرا الذي يكشف رادارات النظام، وآخرون نزعوا لوحات السيارات الأمامية، وغير ذلك من الابتكارات التي تهدف في نهاية الأمر لحجب الرؤية عن كاميرات وفلاشات النظام. بعد أن أصبح النظام المروري الجديد أمرا واقعا وعرف الجميع عقوباته، فقد تحولت اتجاهات الشباب من انتقاده والشكوى منه إلى كيفية عدم اصطياد كاميراته لهم. يقول سعد العمري «أثمر تفكير الشباب عن عدة حلول للتخلص من مراقبة ساهر لهم، فمنهم من أنزل لوحة السيارة الأمامية، وآخرون يطلون اللوحات الأمامية بالزيت والشحم، بينما بعضهم توصل للتقنية الحديثة وذلك عبر تقنية البلاك بيري أو عن طريق جهاز اسمه «كوبرا» والذي يرصد كاميرات النظام على مسافة بين 100 إلى 200 متر». ويوضح رامي القارحي أن بعض سائقي المركبات وخاصة من فئة الشباب ابتكروا أساليب عدة لتفادي نظام ساهر المروري ومخالفات القيادة بسرعة واستخدام الجوال أثناء القيادة، حيث يستخدم البعض سماعات البلوتوث أثناء مكالمات الجوال التي يصل سعرها إلى 350 ريالا، مشيرا إلى أن «النظام حفز الكثيرين للبحث عن حلول لتحاشي كاميراته عن طريق استغلال وسائل متعددة منها أيضا جهاز «15» باند الذي وصل سعره في هذه الفترة إلى نحو 1500 ريال، حيث إنه يكشف ترددات ورادارات نظام ساهر المروري» وعن كيفية الحصول على الجهاز يقول «يتم التواصل عبر المنتديات والمواقع على الشبكة العنكبوتية لشراء الجهاز بأسعار متفاوتة حسب جودته». مخالفات بالجملة يعاني الشباب أكثر من غيرهم من المخالفات التي يرصدها النظام، غير أن ذلك لا يعني بالضرورة التحايل عليه وتخريبه، وإنما التكيف معه واحترام أنظمة المرور، وذلك هو الحل الوحيد المتاح في ظل وجود «ساهر». عبدالله الكناني يرى أن هذا النظام صارم نتيجة المخالفات المرورية، مشيرا إلى أن لديه قرابة ثلاثة آلاف ريال قيمة مخالفات مرورية، وهو لا يحتاج إلى زيادة المبالغ، لذلك يلجأ الكثيرون إلى البحث عن وسائل بديلة وفعالة لحجب نظام ساهر، واصفا النظام بأنه «عجيب وغريب في نفس الوقت، فهو يختبئ في أماكن غريبة ولا نتوقعها ثم يفاجئنا بنوره القوي ليلتقط صورة للوحة السيارة، الأمر الذي يجعلنا نرتبك ونضطر للتهدئة بشكل مفاجئ مما يسبب حوادث مرورية نتيجة التوقف أو التهدئة المفاجئة». إعادة نظر قد تكون النتائج المرجوة من النظام لا تزال بعيدة عن الواقع، ولكن اصطدام مبدأ عمله بالفرض الاجتماعي والشبابي تحديدا يضعه أمام تحد يحتاج لبعض الوقت حتى يتأقلم معه الجميع ويعتادوا احترام الأنظمة المرورية. يرى نائب رئيس لجنة النقل بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة محمد سعد القرشي أن نظام ساهر لم يثبت نجاحاته حتى الآن وذلك لكثرة المشاكل التي يواجهها كثير من قائدي السيارات، مشيرا إلى أن أصحاب شركات تأجير السيارات يعانون مشاكل في النظام «نعاني الأمرين فهو نظام لا يوجد به نظام، ويحتاج إلى نظام، فمشاكله عديدة، وقد اجتمعنا سابقا مع المدير العام لمرور مكةالمكرمة والمدير العام لشرطة العاصمة المقدسة تحت مظلة الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة وإشراف رئيس لجنة النقل بالغرفة التجارية الصناعية وطرحنا جميع مشاكلنا لمدير المرور، لذا لابد من إعادة النظر في نظام ساهر الذي أضر بنسبة 95 % من شركات تأجير السيارات. من جانبه دعا المحامي والمستشار القانوني ريان عبدالرحمن مفتي إلى ضرورة إنشاء المحاكم المرورية لكي يتم من خلالها حل المشاكل المرورية سواء الشكاوى من نظام ساهر المروري أو أي مشاكل أو قضايا مرورية أخرى، مشيرا إلى أن نظام ساهر أسهم وبشكل كبير في التخفيف من الحوادث المرورية .