نجحت الأجهزة الأمنية في جدة في الإيقاع بأربعة مقيمين يحملون الجنسية الباكستانية، متلبسين بسرقة شحنة من النحاس تجاوزت قيمتها مليون ريال، بعد أن تسلمها أحدهم من قبل الشركة التي يعمل فيها سائقا، بهدف إيصالها على ظهر ناقلة إلى الرياض، غير أن المتهم غير خطة السير؛ ليتجه بالحمولة إلى أحد معارفه، عارضا عليه خطة للاستفادة من بيع الحمولة وادعاء سرقتها من قبل عصابة اعترضوا طريقها. واتفق المتهمان على خطة يعملان من خلالها على تصريف الشحنة في أسرع وقت ممكن وقبض ثمنها، فيما ضما إليهما اثنان آخران لتنفيذها، وتحركوا جميعا بهدف البحث عن الزبون الذي سيتولى شراء الشحنة، وفعلا توصلوا إلى تاجر أشار إليهم أنه يستطيع تدبر أمر البضاعة، وعند مقابلته أوضحوا له الخطة التي يعزمون على تنفيذها في تصريف شحنة النحاس المسروقة، فيما أضاف سائق الشاحنة أنه سيتولى نقل ست شحنات أخرى مشابهة من قبل الشركة التي يعمل لديها، وأنهم يعزمون على سرقتها جميعا، بحيث يبيعون اثنتين منها داخل جدة، وثلاث أخرى في الرياض، وشحنتين في اليمن، بهدف منع إغراق السوق بالنحاس مما قد يتسبب في كشفهم، وطلب الوسيط ضمان حقه في الصفقة قبل أن يوافق على تصريف البضاعة حسب الخطة، ليتفق الطرفان على قبضه 50 ألف ريال عن كل شحنة يبيعها. وتمكن أحد رجال البحث الجنائي في مركز شرطة النزلتين، من رصد الوسيط أثناء بيعه شحنة النحاس المسروقة في جدة، ليبلغ بدوره الأجهزة الأمنية، التي تلقت توجيها من مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، يشدد على ضرورة منح المتورطين فرصة أكبر قبل الإيقاع بهم، بهدف رصد كافة المتورطين في السرقة ثم القبض عليهم جميعا، وهو ما تم أخيرا. وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط مخطط يستهدف سرقة سبع شحنات من النحاس، بمبلغ إجمالي يصل إلى سبعة ملايين ريال، مشيرا إلى أن المتهم الرئيسي في السرقة اعترف لرجال الأمن أنه كان ينوي تنفيذ مخطط لسرقة ست شحنات إضافية، فيما جرى ضبط كافة المتورطين وإيقافهم على ذمة التحقيق، تمهيدا لإحالتهم إلى جهة الاختصاص. وشدد الناطق الإعلامي باسم الشرطة على ضرورة التزام الشركات والمؤسسات باستخدام التقنية التي تتيح لهم تتبع مركباتهم من خلال شرائح ذكية تزرع داخلها، وتكشف عن خط سير الشاحنة وكافة تحركاتها، مما يضمن حماية مركباتهم من السرقة، ملمحا إلى أن هذه التقنية ساهمت في العثور على مركبات مفقودة في حوادث مشابهة، تمكن من خلالها رجال الأمن من رصد المتورطين وإحباط مخططاتهم.