يصل الرئيس محمود عباس إلى الرياض اليوم في زيارة للمملكة العربية السعودية يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وسيتم خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات المختلفة، إضافة الى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشتركفي هذه الاثناء، يتواصل الاستيطان الاسرائيلي على قدم وساق منذ انتهاء مهلة تجميد التوسع الاستيطاني في 26 ايلول (سبتمبر) الماضي، وهو ما اكدته حركة «سلام الآن» الاسرائيلية المناهضة للاستيطان التي اعلنت لوكالة «فرانس برس» ان اكثر من 600 وحدة سكنية جديدة بوشر ببنائها في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة في اقل من شهر، اي ما يزيد بأربعة اضعاف عن وتيرة البناء التي كانت سائدة قبل التجميد. وسارع الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة امس الى اعتبار ان استمرار البناء الاستيطاني يشكل «تحدياً سافراً» للفلسطينيين والعرب والادارة الاميركية والجهود الدولية لتحريك عملية السلام. واعلنت السلطة الفلسطينية خياراتها في حال تواصل الاستيطان، وقال المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حماد: «سنطلب رسمياً من واشنطن الاعتراف بالدولة الفلسطينية... وسنطلب الاعتراف بالمضمون الذي تتحدث عنه واشنطن». واضاف: «اذا تعذر هذا الخيار، سنذهب الى مجلس الامن للاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية». وتابع: «واذا تعذر استصدار قرار من مجلس الامن، فسنتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة للاعتراف بالدولة»، وقال: «لا يمكن ان نعطي اي شرعية للاستيطان بالعودة للمفاوضات في ظل الاستيطان، لذلك لدينا خياراتنا التي سنقوم بها خطوة خطوة بعد استكمال دراستها». وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اكدت قناعتها المستمرة بإمكان التوصل الى اتفاق سلام في اطار حل الدولتين «وعلى حدود 1967 وبتبادلات متفق عليها»، وأعلنت في خطاب لها هو الأول من على منبر فلسطيني - أميركي، خلال حفلة اقامها «فريق العمل الأميركي حول فلسطين» منذ توليها منصبها، أن المبعوث الاميركي جورج ميتشل سيعود الى المنطقة قريباً، في وقت عكست أجواء الادارة الأميركية توقع تنازل من نتانياهو في موضوع تجميد الاستيطان يمهّد للعودة الى المفاوضات المباشرة. في غضون ذلك، واصل وفد مجموعة «الحكماء» جولته في المنطقة، وزار امس حي سلوان في القدسالشرقيةالمحتلة حيث اجتمع مع عدد من السكان الفلسطينيين الذين تعتزم اسرائيل هدم منازلهم ووعد بمساعدتهم. وشرح السكان معاناتهم للزائرين خلال اجتماع جرى في خيمة احتجاج نصبت في سلوان التي اصبحت مركزاً لحملة ضد خطط بلدية القدس لهدم 22 منزلا تمهيداً لاقامة حديقة الملك داوود السياحية مكانها. وكان الوفد الذي يضم الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر والرئيسة الايرلندية السابقة ماري روبنسون والمناضلة الهندية في سبيل حقوق المرأة ايلا بهاتن، وصل الى رام الله اول من امس آتياً من عمان بعد محطات في غزة والقاهرة ودمشق. ووعدت روبنسون السكان بأنها ستثير «القضايا التي تحدثوا عنها» خلال اللقاء مع رئيس بلدية القدس نير بركات، وقالت: «سنبذل كل ما بوسعنا لنشر قصتكم واثارتها، خصوصاً مع الاسرائيليين الذين لا يعرفون دائما ما الذي يجري، وكذلك للعالم الخارجي من اجل فهم عدالة قضيتكم». كما وعد كارتر بإثارة المسألة مع المسؤولين الاسرائيليين في الاجتماعات التي كان مقررا ان تجري في وقت لاحق امس، الا انه قال ان الحل الدائم يكمن في التوصل الى اتفاق سلام تغادر اسرائيل بموجبه القدسالشرقية، مضيفا: «سنواصل العمل من اجل التوصل الى حل سلمي ينسحب بموجبه الاسرائيليون من القدسالشرقية، ويسمحون بأن تصبح عاصمة الدولة الفلسطينية».