صرحت الاعلامية السعودية روزانا اليامي التي صدر حكم قضائي بجلدها 60 جلدة في القضية التي باتت تعرف \"بالمجاهر بالمعصية\" وقالت \" إن المجتمع حكم عليها بالقتل بعد أن صدر في حقها حكم بالجلد 60 جلدة دفعة واحدة, السبت 24/10/2009، \"لقد تلقيت، ولا أزال، تهديدات بالقتل من قبل مجهولين عبر هاتفي المحمول\". وأضافت (روزانا اليامي) في حديث لموقع \"عناوين\" : \"أسقط القضاء السعودي عني تهمة التهرّب من السلطات وعدم احترام أجهزة الدولة, لعدم ثبوت تخلفي عن جلسات التقاضي، كما أسقط عني تهمة التنسيق والإعداد لمصلحة قضية (المجاهر بالمعصية)، وإن التهمة التي حوكمت من أجلها هي تهمة (التعامل مع وسيلة إعلامية غير مرخصة رسميا من قبل السلطات السعودية)، في موضوعات أخرى تم بثها في برنامج (أحمر بالخط العريض) قبل بث حلقة المجاهر بالمعصية\". وذكرت أن الحلقات التي أعدتها تناولت (العقم، والطلاق، وزواج المسيار، وغسيل الأموات، وإصلاح ذات البين). وأبدت الإعلامية السعودية (روزانا اليامي)، ابنة 22 ربيعا، استنكارها الشديد لإدانتها بالتعاون مع وسيلة إعلامية غير مرخصة رسميا، متسائلة: \"هل جرت العادة بأن يُسأل الصحفي عن تراخيص القناة التي ينوي الانضمام إليها؟!\". واستدركت: \"إن كنت أعاقب من أجل تعاوني مع قناة (L B C) لكونها غير مرخصة في السعودية، فعلى القضاء أن يعاقب الشيخ محمد العريفي وكل مسؤول سعودي ظهر في برامج على القناة ذاتها، ومن بينهم مسئولين سعوديين ، مبدية استغرابها من التهمة الموجهة إليها، لا سيما أن القناة تتناول الشأن السعودي بكثافة في برامجها منذ سنوات. وتقول الإعلامية (روزانا اليامي) في حديث مع خالد الجناحي يوم الأحد 25/10/2009: \"إنها تجاهلت نحو 100 وسيلة إعلامية أجنبية ووكالات أنباء متعدّدة، من بينها: (رويترز)، و(C N N)، و(B B C)، والإذاعة الفرنسية، والإذاعة الهولندية... وغيرها الكثير، فضلا عن جمعيات حقوقية ومنظمات دولية، من بينها: (أصدقاء العفو، ولا لتعذيب الصحفيين)\". مبيّنة أن رفضها إجراء حوارات مع الإعلام الأجنبي والرد على منظمات حقوقية دولية, يعود إلى حرصها الشديد على ألا تأخذ القضية بُعدا دوليا يسيء إلى المملكة العربية السعودية، ويستغله من وصفتهم ب \"المغرضين\"، مبدية حُسن ظنها في كل من اتصل بها من الجهات الخارجية, والجمعيات الحقوقية التي عرضت الدفاع عنها. ونوهت (اليامي) بأنها واثقة بنزاهة القضاء السعودي، وأنها مؤمنة بأن ولاة الأمر لن يتركوها تواجه \"الظلم\" دون مساندة منهم. وقالت: \"قبلت بالحكم لأنني وصلت إلى درجة اليأس\"، وأضافت أنها شعرت بأنه لا مفرّ من العقوبة حتى إن لم تذنب, مبينة أنها انهارت لحظة نطق الحكم وأغمي عليها, وهو الوضع النفسي الذي عاشته أثناء الجلسة الأخيرة، الذي جعلها تقبل بالحكم دون إدراك كامل، فضلا عن أن لديها قناعة مسبقة بعدم جدوى الاعتراض على الأحكام القضائية، وأن أي استئناف سيعود عليها بأحكام أكثر شدة وربما تتعرّض للسجن. وحين سُئلت عن الأثر النفسي الواقع عليها بعد صدور الحكم بجلدها, قالت: \"كان الله في عوني\"، مشيرة إلى أنها فوضت أمرها إلى الله, وأنه لا نية لديها بالاعتراض على الحكم، وستترك القضية إلى نظر وتقدير ولاة الأمر الذين تنتظر تدخلهم، لإيمان منها لا تعلم سببه، مبيّنة أنها لا تعرف حتى اليوم متى يُنفذ الحكم وأنها غير مستعدة لتنفيذه. وعبّرت (روزانا اليامي) عن خوفها الشديد من الآثار التي ستنتج مستقبلا عن الحكم الذي صدر في حقها، وقالت: \"منذ أسابيع وأنا أتلقى اتصالات تهديد بالقتل من قبل مجهولين لا تعدّ ولا تحصى، وجميع من يهدّدونني لا يعلمون عن علاقتي بالقضية ويلاحقنوني بتهم منهم لم يتهمني بها القضاء، بل أنصفني فيها\". مشيرة إلى أنها لن تترك وسائل الإعلام التي شهّرت بها ونشرت صورتها وذكرت اسمها الصريح أثناء فترة التقاضي دون إذن منها، لاسيما أنها أبلغت وسائل إعلام عديدة قبل صدور الحكم, عزمها على شكوى كل من يشهّر بشخصها في هذه القضية. وذكرت (اليامي) أثناء حديثها للصحف أن وسائل إعلام عديدة عملت معها في فترات سابقة, تخلت عنها في محنتها، وأنه لم يقف معها سوى أشخاص من بينهم: نائب رئيس الغرفة التجارية في جدة الدكتور عبد الله بن محفوظ, وعضوة الغرفة التجارية غادة غزاوي, والإعلامية بثينة النصر، وأضافت: \"أول من شهّر بي و(فبرك) على لساني ونشر أخبارا مغلوطة, هم من عملت معهم سابقا\". لكنها أثنت على حياد صحيفتي (الوطن) و(الحياة)، لعدم نشر أخبار ملفّقة على لسانها، كما فعلت صحف ومجلات محلية (على حد زعمها). وقالت (اليامي): \"لم تعرض عليّ قناة (L B C) توكيل محام، ولم يسألني أحد منها عما إذا كنت أحتاج إلى دعم القناة، ولم أنتظر من القناة أي شكل من أشكال الدعم, وأنا اليوم خائفة على مستقبلي وعلى وطنيتي التي باع فيها واشترى المجتمع، وأنا تأثرت أكثر من (المجاهر بالمعصية) نفسه الذي أذنب، في حين أن حكم الجلد لم يصدر لذنب واضح اقترفته, ولا لعلاقة تربطني بحلقة المجاهر بالمعصية\". وأكدت (اليامي) أن القاضي الذي نظر القضية كان يتعامل معها ب \"رقي واحترام وود\"، وأنه لم يقل لها أي كلمة جارحة، لكنها لا تعلم ما المبرر الذي استند إليه في الحكم عليها بالجلد. مشيرة إلى أنها واثقة بنزاهة القضاء السعودي، وردّدت \"يعلم الله أني مظلومة\".