تستانف الحياة دورتها او تكاد في نيويورك منذ عودة التيار الكهربائي الى مانهاتن لكن الحياة لا تزال شاقة على المتضررين من الاعصار ساندي وخصوصا في نيوجيرزي المجاورة حيث تقرر تقنين توزيع البنزين. وقال حاكم ولاية نيويورك اندرو كيومو بعد خمسة ايام من مرور الاعصار "لقد تجاوزنا الأسوأ"، مضيفا ان 80% من خطوط المترو باتت تعمل وتم توزيع 32 مليون لتر بنزين منذ اعادة فتح المرفأ الجمعة. واضاف ان خمس نقاط لتوزيع البنزين مجانا ستفتح السبت في المدينة لتخفيف الضغوط، مع بقاء عدد كبير من محطات الوقود مغلقة. وقال سائق الاجرة البلغاري شيفكو ستويف "ذهبت الى كنتيكت في الفجر لاملأ البنزين. لم يكن لدي خيار، هناك الطوابير اقصر، استغرق الامر قرابة 45 دقيقة". ومع عودة الكهرباء الى كل احياء مانهاتن، لا يزال 900 الف محرومين منها في نيويورك، كما قال الحاكم اندرو كيومو باسف، مع تواصل توزيع حصص الطعام والماء. وفي المناطق المنكوبة على الساحل في ستاتن ايلاند وكوينز وبروكلين، وكذلك في لونغ ايلاند ونيوجرزي المجاورة، يزداد شعور السكان المحرومين من كل شيء بالضيق. وكان على عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ ان يواجه غضب السكان المحرومين لدى زيارته روكواي بيتش في اقصى جنوب بروكلين السبت. وفي نيوجيرزي، الولاية التي خلف فيها الاعصار ساندي 22 قتيلا من اصل 109 في عموم البلاد عندما ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة في بداية الاسبوع، روى سائقون انهم انتظروا ثماني ساعات على محطات الوقود للتزود بالبنزين لتشغيل سياراتهم ومولدات الكهرباء. ولا يزال مئات الالاف محرومين من التيار في هذه الولاية وامر الحاكم كريس كريستي بتقنين استهلاك البنزين اعتبارا من السبت. وهكذا فان السيارات التي تنتهي ارقام تسجيلها برقم مزدوج يمكنها ملء خزانها خلال الايام التي تحمل الرقم المزدوج في حين تملأ السيارات الاخرى خزاناتها في الايام المفردة. وتشكلت طوابير طويلة من الانتظار في الايام الاخيرة امام محطات توزيع الوقود المفتوحة في نيوجرزي. وذكرت صحيفة ستار-لدجر المحلية، ان 80 بالمئة من محطات توزيع الوقود مقفلة بسبب نقص الامدادات في شمال نيوجرزي. وبعد ان رقصوا في الشوارع فرحا بعودة الكهرباء مساء الجمعة وصباح السبت في جنوب مانهاتن، شمر السكان عن سواعدهم وحملوا المكانس وبدأوا بتنظيف الارصفة من مخلفات الاعصار. واعادت ابرز شركة محلية لتوزيع التيار "كون اديسون" وصل قرابة 70 بالمئة من المشتركين بالشبكة وتامل في اصلاح عدد كبير من الخطوط خلال نهاية الاسبوع لكي يتمكن اطفال نيويورك من العودة الى الدراسة الاثنين ويتمكن الناخبون من التوجه الى مكاتب التصويت بشكل طبيعي في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء. وتقرر تحويل شاحنات عسكرية الى مراكز اقتراع في نيوجرزي. وفي حين ادى الاعصار الى اتخاذ قرار بالغاء الماراثون الشهير في نيويورك الذي كان متوقعا الاحد للمرة الاولى منذ اطلاقه، لم يخف بعض العدائين المشاركين وعددهم 47 الفا اتوا من 125 دولة امتعاضهم السبت في سنترال بارك الذي اعيد فتحه. ولكن كثيرين منهم تفهموا ذلك رغم انهم دفعوا مسبقا ثمن تذاكر السفر والاقامة في الفنادق. وقالت انشال بوروهيت، وهي من نيويورك "لقد تدربت طيلة سنة، مضى علي اسبوع من دون ماء ولا كهرباء. لقد حاولت ان احافظ على حماستي، كان سيكون حدثا ايجابيا لكني اتفهم ان يعتبره البعض غير ذلك". وقال جان ميشال لوران الاتي من ضاحية باريس "كانت تلك هدية بلوغي الستين، لقد كلفني الامر ثلاثة الاف يورو. لا اعتقد اني ساتمكن من القيام بذلك مجددا، لكني اتفهم الامر". وبدأ البرد ينتشر مع درجات حرارة قريبة من الصفر ليلا وهو ما يضاف الى الصعوبات التي يواجهها المتضررون الذين فقدوا منازلهم او الذين وجدوا انفسهم من دون تدفئة ولا مياه. ويتوقع خبراء الارصاد الجوية اضطرابات جديدة يومي الاربعاء والخميس على الساحل الشرقي عندما سيلتقي الهواء الحار الاتي من الاطلسي بجبهة باردة تتشكل شمال شرق الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من انه لا توجد علاقة لكل هذا بالاعصار، فان الخبراء يعلنون ان رياحا تبلغ سرعتها 80 كلم في الساعة ستهب اضافة الى ارتفاع مستوى المياه على السواحل التي سبق ان اجتاحتها سيول الاعصار ساندي.