تواجه مدينة نيويورك المنكوبة بالإعصار ساندي الذي ضربها الاثنين الماضي موجة برد قارس، حيث يتوقع ان تنخفض درجات الحرارة الى بين درجتين وأربع درجات مئوية منتصف هذا الأسبوع، ما يثير مخاوف من افتقاد سكان المناطق المتضررة في المدينة ونيوجرسي وكونيتيكت التدفئة المناسبة، في ظل نقص زيت التدفئة وتكرار انقطاع الكهرباء على نطاق واسع. وارتفع عدد قتلى الاعصار الى 109، مع عدم استبعاد انضمام ضحايا جدد الى اللائحة. واضطر بعض موزعي زيت التدفئة في نيويورك الى ترشيد إمدادات الوقود التي يستخدمها نحو 5.8 مليون منزل في المنطقة الشمالية الشرقية، أكبر سوق لزيت التدفئة في العالم، فيما توقفت امدادات وقود التدفئة بالكامل في بعض المناطق. الى ذلك، لا تزال الكهرباء مقطوعة عن نحو 3.5 مليون وحدة سكنية وتجارية على طول الساحل الشرقي، في مقابل 8 ملايين لدى مرور الإعصار، علماً ان شركة «كون اديسون» لتوزيع التيار الكهربائي نجحت اول من امس في اعادة الكهرباء الى اكثر من مئة الف مشترك في جنوب مانهاتن، خصوصاً حيي تشيلسي وإيست فيلدج، اي الى نحو نصف المشتركين في المنطقة. ويستبعد أن تساهم المحاولات التي تبذلها الادارة لتفادي نقص الوقود عبر الاستعانة باحتياطات استراتيجية من زيت التدفئة، في تقديم مساعدة كبيرة، إذا قورنت بحجم المشكلة التي يواجهها الموزعون. وتحدثت أنباء عن ان الإدارة ستستخدم نحو 48 ألف برميل من الديزل الذي يحتوي على نسبة ضئيلة جداً من الكبريت من احتياطها من زيت التدفئة المخصص لحالات الطوارئ، في المنطقة الشمالية الشرقية. لكن هذه الكمية لا تعادل إلا 8 ساعات من استهلاك زيت التدفئة في أوقات الذروة خلال فصل الشتاء في ولاية نيويورك. وحتى قبل الإعصار «ساندي» أفادت بيانات الإدارة بأن مخزونات نواتج التقطير التي تتضمن زيت التدفئة ووقود الديزل تراجعت بنسبة 45 في المئة عن متوسط حجمها خلال الأعوام الخمسة الماضية على طول الساحل الشرقي في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وهو الأدنى منذ منتصف عام 2008. وتواجه المدينة ايضاً شبه شح في مادة البنزين، ما دفع شركة «نيويورك تاكسي كوميشون» التي تدير شبكة من آلاف سيارات الأجرة معروفة بلونها الاصفر الى تقليص عدد السيارات العاملة. ويصعب العثور على الوقود، خصوصاً في الضواحي والمدن الصغيرة في نيوجرزي، حيث الحياة صعبة من دون سيارة. ونفد صبر السكان من الانتظار في طوابير اكثر من 3 ساعات لملء خزانات وقود سياراتهم، ما ادى الى شجارات ومحاولات سرقة. وعموماً، سارت الباصات في شكل طبيعي، واستؤنف العمل تدريجاً في المترو وقطارات الضواحي، مع اعادة افتتاح الخطوط المؤدية نحو لونغ ايلاند (شرق) والضواحي الشمالية. اما المترو الذي ينقل عادة 5,5 مليون مسافر يومياً فلا يزال يتوقف عند الشارع ال34 بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن جزء من جنوب مانهاتن. والمشكلة الاساسية هي العثور على الوقود، خصوصاً في الضواحي والمدن الصغيرة في نيوجرسي، حيث يصعب العيش بلا سيارة. وبدأ صبر السكان الذين ينتظرون في طوابير تستمر حتى ثلاث ساعات ونصف الساعة لملء خزانات الوقود في سياراتهم ينفد اذ باتت تسجل مشاجرات ومحاولات سرقة. وعلى رغم تعبئة وسائل الاغاثة والاعلان عن توزيع مليون وجبة الى اسر تعاني صعوبات، ينتشر الشعور بالاحباط في المناطق الاكثر تضرراً، بينما لا يزال 5500 شخص في ملاجئ أنشأتها سلطات المدينة.