أوضحت وزارة الشؤون الاجتماعية أنها تواصل تحقيقاتها في حالات الوفيات التي شهدها مركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة لمعرفة ملابسات هذه الوفيات وأسبابها وحيثياتها. وقال وكيل الوزارة للرعاية الاجتماعية والأسرة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف الذي يباشر عمليات التحقيق ميدانياً في مركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة بتكليف من معالي وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين في بيان صحفي له اليوم : " إن الحالات التي توفيت ليست جميعها من المعوقين المنقولين من مركز تبوك إلى مركز المدينةالمنورة بسبب مشكلات إنشائية في مبنى تبوك ولم يتضح ما إذا كان سببها هو عملية النقل ، حيث تفيد الدلائل الأولية أن معظمها كان وفاة طبيعية " . وأكد أن عملية النقل تمت بسلاسة وبمنتهى العناية والاهتمام ، مشيراً إلى أن الوزارة أمنت أسطولاً متكاملاً من الحافلات تحت إشراف ومتابعة من مسؤولين أرسلو إلى تبوك إلى جانب إدارة المركز هناك حيث خصصت حافلة واحدة لكل سبع حالات وهيئت وجهزت بما يتناسب وما تستدعيه الحالات المنقولة التي هي في الغالب من فئات شديدي الإعاقة وقد صحبتهم طواقم طبية وفنية وإدارية منذ بداية عمليات الإخلاء والنقل إضافة إلى سبع سيارات إسعاف مصاحبة. وقال وكيل الوزارة للرعاية الاجتماعية والأسرة حول ضرورة نقلهم من تبوك إلى المدينةالمنورة التي تبعد مئات الكيلو مترات : " إن الأمر لا يحتمل الانتظار ولا يوجد في تبوك مركز بديل مجهز بما تحتاجه هذه الفئة التي لا يمكن أن تفي المباني المستأجرة مؤقتاً مهما كانت بمتطلباتها واحتياجاتها " ، مؤكداً أن عملية تجهيز أي نوع من هذه المراكز يتطلب بضعة أشهر وهو ما لا يحتمله الموقف ، لافتاً النظر إلى أن الطاقة الاستيعابية لمركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة تستوعب الحالات المنقولة التي وفر لها العدد الممكن من الكوادر التشغيلية والفنية والطبية ، إلى جانب أن العمل جار على إيجاد مقر بديل مناسب في تبوك لإعادة المعوقين المنقولين في أسرع وقت ممكن. وأضاف بشأن الحالات المتوفاة : " إن من توفي من المعوقين كان خمسة منهم من تبوك وهم يعانون أمراضاً مزمنة ما بين التهابات بروتونية نتيجة غسيل دموي للفشل الكلوي والتهابات حادة بالرئة جراء نقص بكريات الدم الحمراء وغيرها أدت إلى توقف القلب والتنفس وتوفيت في مستشفيات المدينةالمنورة وفاة طبيعية باستثناء حالة واحدة وهي حالة المعوق الذي سقط في حفرة بعد خروجه متسللاً من مركز التأهيل الشامل كما بين يوم أمس في حين أن حالتين بسبب الأمراض المزمنة نفسها كانت من الحالات المقيمة في مركز المدينةالمنورة وكانت وفاتهما طبيعة كذلك " . ومضى الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف قائلاً في ختام تصريحه : " إن ما حدث هو رهن التحقيقات حتى الآن وفي حالة وجود أي خلل أو تقصير ستتم محاسبة المقصرين دون تراخ أو تهاون وستحفظ حقوق جميع المتوفين وذويهم فيما إذا كان وراء هذه الوفيات بوادر إهمال أو تقصير ، وأن فئات شديدي الإعاقة غالباً ما تعاني أمراض إعاقة أي أمراضاً مصاحبة للإعاقة وتكون عرضة للإصابة بأي مرض آخر جراء نقص المناعة لديها وقصور في أجهزتها العضوية وهو الأمر الذي يعود إليه قصر أعمار هذه الفئة من شديدي الإعاقة وذوي المتلازمات الشديدة وهذا ما تؤكده التقارير الطبية الصادرة من المستشفيات التي توفي فيها هؤلاء المعوقون تغمدهم الله بواسع رحمته "